مرشحين بطعم الفستق / فراس طلافحة

مرشحين بطعم الفستق

واحد بخيل بيحب الفستق , كل يوم بعد ما يخلص دوامه بيمر على المحمص إللي بجنب بيته وبيشتري بربع دينار فستق حتى يتسلى فيهم , بالليل حط كيس الفستق وصار يتابع محطات التلفزيون على العتمه حتى يوفر كهرباء فما بيصير يكون التلفزيون شغال وبنفس الوقت لمبة الغرفه , مرته قاعده بجنبه ومن بُخله ما عزم عليها توكل فستق معه وبس قرب يخلص الكيس اعطاها حبه وحده منه وبس أكلتها ياحرام طلبت منه يعطيها كمان شوية : رد عليها وقاللها ياحبيبتي صدقيني كله نفس الطعم .

في كل يوم أستعرض الدعايات الإنتخابيه وشعارات المُتَرشحين لإنتخابات مجلس النواب الثامن عشر أجدها تُشبه طَعم فستق زلمتنا كلها متشابهه وكأن من صممها وكتب كلماتها شخص واحد فجميعها تخلو من الإثاره ومن الإقناع يستطيع من خلالها الناخب أن يصاب بالدهشه او الإرتياح لها فجميعها تحمل شعارات مكرره مستهلكه تفيض بالكذب وبالوعود التي يصعب تحقيقها على أرض الواقع وأول هذه الوعود تحرير فلسطين وآخرها إحدى المرشحات تقول أنها ستلغي إمتحان التوجيهي فلا أعلم هل علموا عنا أننا أغبياء لهذه الدرجه وجهله لهذا الحد أم هم يعرون أنفسهم لنا ويُظهرون حقيقتهم لنا أنه لا يوجد بجعبتهم أي شيء يمكن أن يِعِدونا بالقيام به أو الوفاء به .

مره واحده مارست حقي بالإنتخاب كانت قبل إلتحاقي بجهاز الأمن العام قبل واحد وعشرين عاماً وهذه المره الثانيه التي سأنتخب بها بعد أن أحلت نفسي على التقاعد وللأمانه وبصدق لم أجد للآن من يقنعني ببرنامجه الإنتخابي سواء كانت كتله أو شخص لذلك أنا في حيره من أمري أن أنتخب أو أمتنع فالضمير هو والله ما يدفعني فأخاف أن يكون صوتي هو الورقه الرابحه لأحدهم فيصبح نائباً فأشعر بخيبة الأمل بعد أن ارى أفعاله في مجلس النواب فأندم كثيراً أو لا أمنحه لأحدهم فيخسر وأكتشف بعدها أنه من كان من الممكن أن يكون له دور في التغيير والتشريع فأندم أيضاً وأنا بهذا لا أقصد أبداً أن صوتي هو بيضة القبان التي ترفع هذا وتخسف هذا إنما هي دعوه صادقه لجميع الناخبين بالتروي والتفكير ملياً قبل أن يمنحوا أصواتهم لمن يستحق أو لا يستحق .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى