مدير سابق لاستخبارات إسرائيل: طهران تلعب بالنار في سوريا

سواليف

كتب عاموس يالدين الجنرال الإسرائيلي المتقاعد في سلاح الجو والذي عمل مديراً للإستخبارات العسكرية ويعمل حالياً مدير معهد دراسات الأمن القومي وآري هيستين، المساعد الخاص لمدير معهد الأمن القومي مقالاً مشتركاً نشره موقع “فورين بوليسي” تحت عنوان “إيران تلعب بالنار في سوريا” وجاء فيه أنه في ظل هزيمة المعارضة السورية وتحول زخم الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد فإن إيران تحاول إعادة كتابة ” قواعد اللعبة” التي تغطي تحركات إسرائيل في سوريا. وكانت أحداث الأسبوع الماضي ضمن هذا السياق. وأشارا لدخول طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي. وردت إسرائيل بسلسلة من الغارات الجوية ودمرت أهدافاً في عمق الأراضي السورية مما أدى لسقوط مقاتلة إسرائيلية. ويقول الكاتبان إن إسرائيل قد بنت رؤية قبل هجمات السبت أن غاراتها الجوية المستمرة على قوافل السلاح ومراكز انتاجه في داخل سوريا لن تلقى مقاومة عسكرية قوية، خاصة أن لا سوريا ولا حزب الله يستطيعان تحمل حرب مع إسرائيل وليس لديهما القدرات لللانتقام بطريقة جدية. وكان هذا الوضع على ما يبدو مخرباً لخطط الإيرانيين و”برشامة” مرة كان على الأسد ابتلاعها.

إلا أن قرار إيران إرسال طائرة بدون طيار إلى إسرائيل بشكل فتح المجال أمام سلسلة من التداعيات أدت لقيام سلاح الجو الإسرائيلي لضرب مواقع إيرانية وتابعة لنظام الأسد منها مركز عمليات انطلقت منه الطائرة بدون طيار وهو ما أعطى نظام الأسد فرصة لأن يحدد سابقة من خلال إطلاق صواريخ ضد المقاتلات الإسرائيلية وأسقطوا إف-16 بشكل أدى لعمليات انتقامية. ولأنها أول مرة يتم فيها إسقاط طائرة إسرائيلية بنيران “العدو” سارع المحللون إلى القول إن النزاع في المنطقة دخل “مرحلة استراتيجية جديدة”.

نهاية مرحلة

وقال الأمين العام لمجلس الأمن القومي إن “مرحلة إضرب واهرب قد انتهى” في إشارة للغارات الإسرائيلية المتكررة على التراب السوري. وحتى الموقع الأمني الإسرائيلي “والاه” حذر قائلاً إن هذا نذير شؤم للأشياء المقبلة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل. ويعتقد الكاتبان إن هذه التحليلات غير صحيحة “وعلينا أن لا نقلل من خسارة مقاتلة إسرائيلية، ومع ذلك فهي ليست مرحلة مهمة ستغير الميزان الإستراتيجي في الشرق الأوسط. وبعد كل هذا، فقد خسر الروس والسوريون عددًا من المقاتلات أثناء الحرب في سوريا ولم تقد إلى مرحلة لا يستطيعون فيها السيطرة الأجواء فوق المناطق التي يسيطرون عليها”.

ويمضي الكاتبان بالقول إن حالة واحدة لا تغير ميزان اللعبة عندما يتعلق الأمر بالتفوق الجوي لأن الحسابات تتعلق دائما بمستوى الضربات لا حادثة بعينها. لكن هذا مقياس، لأن أعداء إسرائيل نجحوا بإسقاط طائرة واحدة خلال الثلاثين عاما الماضية، وشنت إسرائيل منذ بداية الحرب الأهلية 100 غارة وقامت بتدمير المفاعل النووي السوري عام 2007 حسب مجلة “نيويوركر”. ولهذا فلا مجال للحديث عن قوة الطيران الإسرائيلي وتفوقه. ويعتقد الكاتبان أن عدم تغير “قواعد اللعبة” في سوريا كان واضحاً من الطريقة التي أعلنت فيها إسرائيل عن حقها في مواصلة الغارات ومباشرة بعد سقوط مقاتلتها و”الطريقة الوحيدة لإعادة تأكيد (الحق) هو ممارسته. وبعملها هذا، قام سلاح الجو الإسرائيلي بوضع طياريه في مجال الخطر إلا أن غياب المقاومة أعطى فكرة أن الجيش السوري ليس لديه استعداد لتصعيد الهجمات إلى نزاع أوسع لا تريد أو تستطيع الإنتصار به”. وكان الرد الواسع والمتعدد رسالة واضحة للأسد وحلفائه الإيرانيين أن هناك رادعاً لمحاولتهم تحدي قواعد اللعبة وتغييرها. كما أن امام محاولة ضرب الدفاعات الجوية فإن إسرائيل في وضع جيد لردع توغلات جديدة في مجالها الجوي.

تفوق جوي

و”اظهرت إسرائيل أنها تستطيع تدمير كل القوات السورية إن اقتضى الأمر للحفاظ على التفوق في الجو، ولكنها لم تفعل حيث أعطت دمشق حافزاً بأن لا تحاول تكرار الأمر مرة ثانية”. كما أن الهجوم على مقر للطائرات بدون طيار أعطى إسرائيل بعداً جديداً في النزاع. فالقوات الإيرانية المرابطة حول دمشق تبعد عن طهران 800 ميل وعن إسرائيل بضعة أميال. وهذا وضع وإن كان غير مريح إلا أن هذه القوات تظل عرضة للهجمات الجوية الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه تعرض القوات الإيرانية وفي حالة قررت القيادة الإسرائيلية توجيه ضربة لإيران فإنها تستطيع عمل هذا بدون أن تنشر طائراتها فوق التراب الإيراني.

ويعتقد الكاتبان أن الهجوم الجوي ترك أثره على ما يسمى بـ”محور المقاومة” الذي بدا متراجعا. ويعطي البيان الروسي الذي دعا كل الأطراف لضبط النفس فكرة أن موسكو لم تكن داعمة لخطوة إيران الإستفزازية التي تعرض “مشروع″ الكرملين لحماية الأسد للخطر. فنظام الأسد لم يخرج بعد من سبعة أعوام من الحرب الأهلية ولا فرصة لديه للوقوف أمام “القوات العسكرية المتقدمة والحرفية”. وبناء على هذا فالنظام السوري في حالة يرثى لها، والأسد راغب بإعادة بناء بلده المدمرة بدلا من مواجهة الضربات الإسرائيلية ردا على الإستفزازات الإيرانية. وربما زاد حزب الله من ترسانته العسكرية إلا أنه ليس مهتما بمواجهة مدمرة مع إسرائيل قد تنتشر إلى لبنان. وأخيرا فإن الإحتجاجات التي قام بها الإيرانيون ضد حكومتهم بسبب سوء الإدارة الإقتصادية في الداخل والمغامرات الخارجية يعني أن على النظام أن يكون واعيا بالتزاماته في سوريا. ويختم الكاتبان بالقول إن الهدوء وإن عاد إلى شمال إسرائيل إلا أنه لن يكون آخر مناوشة. والتصعيد المقبل سيكون عندما يحاول كل طرف امتحان حدود صبر الآخر وتغيير القواعد ولم يعد الأمر تكهناً ولكن المسألة مسألة وقت فقط.

(القدس العربي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى