متى ينتهي عمل المواطن كصراف آلي للحكومة ؟! / نصر شفيق بطاينه

متى ينتهي عمل المواطن كصراف آلي للحكومة ؟!

من الثابت والمعروف ان المواطن الاردني اصبح يعمل كصراف آلي للحكومة منذ عدة سنوات عجاف مرت على المواطن وكلما احتاجت الحكومة مبلغا من المال بحجة عجز الموازنة تفرض مجموعة من الضرائب وترفع عددا من الرسوم على المعاملات المختلفة لتغطية العجز المزعوم وهي بالمناسبة عملية سهلة جدا بحيث تقدم الحكومة الطلب الى مجلس النواب والمبلغ المطلوب متبوعا بتلفون توصية اولا الى اللجنة المالية في المجلس ثم باقي اعضاء المجلس فيتنادوا يالله يا شباب همة فيقوم الجميع بتلبية الطلب بسرور وفرض ما يلزم من ضرائب , الحقيقة انه يسجل لمجلس النواب الحالي ولجنته المالية انهم لم يرفضوا طلبا للحكومة في مثل هكذا طلبات ولا بد من الاشادة والفخر بالمجلس على حسن تعاونه وتشاركيته مع الحكومة بهذا الخصوص , وقد قلنا من زمان ان مفهوم شعار المواطن اغلى ما نملك عند الحكومة وتفسيره هو ان المواطن الدجاجة التي تبيض ذهبا وقد قالها وصرح بها وزير الاعلام والناطق الرسمي للحكومة السابق بعدها بأن المواطن هو منجم الذهب للحكومة ,وبالرغم من صياح المواطن وشكواه انه لم يعد يملك شيئا واستعماله كل المصطلحات التي تنبي بالمعنى مثل ذبحتونا , رفشتونا , طفرتونا ,جننتونا ,هجرتوا قتيبه , ما معناش , شحدتونا الملح وغيرها كل ذلك لم يجدي ولا احد يسمع والجواب لا لسه فيه معك بعد ورقة التوت , وقلنا اكثر من مرة ان المواطن مستعد ان يفدي الوطن بالمهج والارواح اذا ما دعا الداعي ولكن لا يملك الكاش ولا السيولة ولكن ذهب ذلك كله وكأنه صرخة في بئر .
قبل عدة أشهر جاءت سائحة ايطالية الى الاردن وزارت البتراء وبعض المواقع السياحية وعندما عادت الى بلادها كتبت عن زيارتها للأردن وقالت انها اثناء الزيارة احست وكأنها صراف آلي فيدها كانت في جيب حقيبتها باستمرار تخرج النقود ما ان تخرجها وتدفع النقود الى جهة ما حتى تعود للغرف من الشنطة لتدفع مرة اخرى وبأسعار وضرائب عالية وغالية ,ومع ثرائها الا انها لم تستطع مجاراة وتحمل هذه الضرائب والاسعار والاستغلال من بعض الجهات او الافراد , فسرعان ما عرف وقرأ الاردنيون والحكومة ذلك الخبر حتى هب الجميع وخاصة المقتدرين وبعض المؤسسات هبة رجل واحد مليء بالشهامة والنخوة لبيك ايتها الايطالية الشقراء والله لا نخذلك ونحن فرسان الفلا واحفاد حاتم طعامين الطعام ومقرئي الضيف وحلفوا عليها ثلاثا ان تعود الى الاردن مرة اخرى وستجد ما يسرها وفعلا عادت مرة ثانية وزارت الاردن وعادت الى بلادها مسرورة , والحقيقة كنت اريد ان اشارك في هذه الفزعة آه والله كنت اريد أن اشارك يا اخوان حيث اخذتني النخوة العربية والشهامة لأقوم بالواجب وآجر مع المآجرين عسى ان يكتب ذلك في ميزان حسناتي ولكن لسوء الحظ العين بصيرة والايد قصيرة وما املكه وامثالي من المواطنين يا دوب يكفي لضرائب الحكومة ويدفع فاتورة الكهرباء والتي تصل قيمة ضريبة فرق اسعار الوقود فيها أحيانا الى ثمن برميل نفط كامل ويغطي أيضا ال 177 مليون دينار المكسورة على بطل عملية الدخان اللي وقعن برقبتنا فنرجو المعذرة . أما المواطن الاردني فهو يصيح ويستريح ثم يصيح ويستريح ليل نهار مستخدما كل المصطلحات التي ذكرت أعلاه وانه لم يعد يتحمل الضرائب وان دخله تآكل وان ماكينته الآلية التي تصرف لم يعد فيها نقود وتآكلت بفعل كثرة الصرف واعتراها الصدأ ولكن لا حياة لمن تنادي واكتشف المواطن ان لا بواكي له فالحكومة لديها بطاقة الصراف تستخدمها متى شاءت ومجلس النواب يعطي الرقم السري والتجار ووسائل النقل العام وشركات الخدمات من مياه واتصالات وصحة وغيرهم لديهم بطاقتهم الخاصة بهم ورقمهم السري يسحبوا متى شاءوا من جيب المواطن من خلال الخدمات المختلفة .
جاءت هذه الحكومة واستبشر المواطن خيرا وخاصة برئيسها الودود والدمث المتفهم لحاجات المواطنين وكثرة الضرائب المفروضة عليهم ووعدهم بدراسة العبء الضريبي وتوزيعه بعدالة , والحقيقة التي لا ينكرها احد انه زار كل بيوت العزاء في انحاء المملكة وزار المرضى في المستشفيات وتجاوب مع تغريدات المواطنين وطبطب على بعض المحتاجين وتوعد الفاسدين ووعد بتحسين معيشة المواطنين وتصور سيلفي هنا وصور سيلفي هناك واكثر من استخدام حرف السين وتجاوب مشكورا بإيجابية مع طلبات المواطنين باستثناء ضريبة فاتورة الكهرباء التي يبدو انه اعتبرها صغيرة ولا تستاهل ذلك الاهتمام ومع انها كبيرة على المواطنين وعلى دخلهم المتآكل ويبدو انه رأى ان المواطن يستطيع تحملها فالذي يستطيع تحمل موجات بحر ارتفاع اسعار المشتقات النفطية كل شهر والضرائب الاخرى يتحملها , فمن شرب البحر هل يعجز عن كأس ماء ؟! عجيبة !! فكيف به لا يستطيع تحمل ضريبة فاتورة الكهرباء التي لا تتجاوز 15 الى 20 دينار كل شهر في احسن الاحوال فلم يعرها اهتماما وجدها مش مستأهله والمواطن بدلل وبزيدها في طلباته وخاصة ان النواب قد وافقوا عليها في وقت سابق والنواب ادرى بمصلحة المواطن من نفسه , قلنا لكم صغيرة , صغيرة …سيبكو منها واعتقاده ان المواطن الاردني ذكي وشاطر بدبر حاله ببيع ارض ببيع الفرشات ببيع الجرابات بداين من البنوك وخاصة مع التسهيلات التي تقدمها ثم بعد فترة بترفش بطنه بعمل اي شيء اما الحكومة يا حسرة منين بدها تجيب مظلش شيء ينباع والبنك الدولي معصلج وبطل يقرض وله شروطه الصعبه والمساعدات الخارجية نشفت اذكروا الله يا جماعة الخير. اما قانون الضريبة الجديد جرى عليه بعض التعديلات في دخل الفرد والاسرة وزاد عليه بعض النقاط التي اعتبرت سيئة وهي باعتقادي خاضعة للتفاوض في مجلس النواب ليعود القانون وكما ارادته حكومة الملقي . وهنا احب ان اذكر المواطنين الاعزاء والقراء ان وجدوا انه بعد حصول الاحتجاجات وبلغ الحراك اوجه وتقرر اقالة الحكومة نشر هذا الخبر على اكثر من موقع اخباري ارجو قرأته ببطء وكلمة كلمة – ان .. هناك ..توجه ..لإقالة .. الحكومة .. وتعيين .. وزيرا .. من .. داخلها .. أي ..وزيرا ..من .. الحكومة ..المستقيلة .. رئيسا .. للحكومة .. لاستكمال .. برنامجها .. اي .. برنامج .. حكومة .. دولة .. الملقي …. انتهى , ولهذا السبب يا سادة يا كرام تم اعادة 15 وزيرا من الحكومة السابقة لاستكمال خطة وبرنامج عمل
حكومة الملقى , والله وسلا متكوا .. وأنا اتساءل فقط هل توزيع الضريبة بعدالة هو ان ترفع اسعار المشتقات النفطية في شهر وتستريح الشهر الثاني وبدل ذلك ترفع ضريبة اسعار فرق الوقود في فاتورة الكهرباء وتكون العملية تبادلية شهر اسعار وقود وشهر فاتورة كهرباء , تماما مثل قرص الجبنة الذي وجده الارنبان واحتكموا به الى ابا الحسل وهو الثعلب ليقسم القرص بينهما فقسمه قطعتين احدها اكبر من الاخرى متعمدا وما زال يقضم من هذا وهذا حتى يساوي بينهم في الحجم حتى قضى عليه واكله كله والارنبان يتفرجان ويتحسران , والمواطن مثل قرص الجبنة ,والسؤال هل نشهد في هذه الحكومة نهاية عمل المواطن الاردني كصراف آلي ؟! الأمل بالله والأمل موجود دائما , حمى الله الاردن والاردنيين
نرجو الله ذلك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى