ما ينفع الصوت لن فات الفوت ! / م . عبدالكريم أبو زنيمه

ما ينفع الصوت لن فات الفوت !

مِن طرائفِ المسؤولين الأُردنيين مِمن يأسوا من عودتهم إلى المناصب الحكومية هي تشريفنا باطلالتهم البهية عبر شاشات الفضائيات ، وقيامهم بنقد نهج وسياسات الدولة إبتداءً بتلك المُتَّبعة إبان مرحلة تواجدهم في مناصبهم مروراً بما تلاها وصولاً إلى يومه ذاك ، ويصلِ الأمرُ ببعضهم إلى تجريمِ بعض من كانوا معه خلال تلك الفترة مُنزهاً نفسه عن أية شُبهة !
آخر تلك الإطلالات كانت لوزير عمل سابق إجتمع مع وزير التخطيط السيد باسم عوض في حكومةٍ واحدة ، وقد عبّر خلال المقابلة التلفزيونية بأنَّ باسم عوض الله وفريقه الاقتصادي هم من تحكموا بالقرارات الاقتصادية التي أوصلت البلاد والعباد إلى هذا التردي ، وقد لَمحَ صاحب المعالي إلى أنَّ باسم عوض كان لا يطلُب مبلغاً دونَ الـ (500) مليون دينار تمويلاً لمشروعٍ هنا أو منفعةٍ هناك !
لستُ بصدد التعليق على ما قاله معالي وزير العمل خلال إطلالته ولا الدفاع عن معالي باسم عوض الله ، لكنِّي أودُ القول أن التأسيس الممنهج لهذا الخراب الذي نعيشه اليوم قد بدأ في تلك الحكومة التي كُنت أنت وزيراً للعملِ فيها ! فماذا فعلت ما فَعلت يا صاحب المعالي ؟ لماذا لم تتصدى لهم ! هل غلّبت المصالح الوطنية على مصالحك الشخصية ! لماذا لم نسمع منك ومن تبعك في الحكومات المتتالية خلال توليكم المناصب الحكومية إعتراضاً على التدميرِ المُمنهج لكل أركان ومقومات الدولة ” خصخصة الشركات والمؤسسات العامة الربحية ،بيع ممتلكات وأصول الدولة ،رهن وتأجير الاراضي والعقارات ،بيع السندات الحكومية ،إدارة الاموال العامة بعيداً عن الرقابة ، إستحداث مؤسسات تنفيعية ،الاقتراض … الخ ” ، تسربت المياه من بين يديك ومن تحت أقدامك ولم تفعل شيئاً يا صاحب المعالي ! ولم نسمع منك نحنُ عامة الشعب ولو حرفاً واحداً تنتقد فيه الأداء الحكومي عندما كانت وسائل الاعلام تتسابق لتظفر بتصريحٍ منك خلال جلوسك على كرسي الوزارة الوثير .
كيف لمعالي وزير التخطيط وفريقه الإقتصادي أن يقودوا مرحلة كاملة وكل القرارات صدرت من مجلسكم ، ألم تُناقشوا جداول الأعمال التي كانت تُعرض عليكم ! تلك المشاريع والمبادرات التي كان يتبناها وزير التخطيط كانت تُعرض عليكم وتصوتون عليها.. فكيف تتهربون من تحمل مسؤوليتها اليوم ؟ لماذا لم تُقدم إستقالتك اذا كُنت عاجزاً عن التصدي لوزيرِ التخطيط وفريقه الاقتصادي داخل المطبخ الحكومي ؟ لماذا لم تتحدث وقتها لتُنبه الأُردنيين لخطورة ما يُخطط له ؟ ولَماذا لم تتضامن مع كل القوى الوطنية التي كانت تناهض هذا النهج المدمر لبنية وإقتصاد وأمن هذا الوطن !
هُناك مثل اردني وانت تعرفه وتعرف معناه يا صاحب المعالي جيداً يقول ” ما ينفع الصوت لن فات الفوت ” ولمن لا يعرف مغزى ومعنى هذا المثل… فإنَّهُ يُشيرُ إلى رضى وموافقة المرأة التي لا تصرخ في لحظة الإعتداء عليها….
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى