نيسان.. كل عام وأنت أبي / إكرام الخصاونة

نيسان..
كل عام وأنت أبي……..
كل عام ووجهك مرسوماً على احمرار الدحنون…وزهر اللوز ونوار الشجر..
كل عام ورائحتك تفوح من حقوله….. وأنت ابن نيسان وشمسه…
وماذا اقول لنيسان يا أبي إذا طرق الباب وأنت الطالع من رحمه لم تكن تجيد سوى عناقه..!!
ماذا أقول لطرقاته على بابِ غائبٍٍ لم يعد هنا…وأنت الذي لم تكن تجيد سوى الحياة…!!

كاذبٌ هذا العمر يا أبي.. مذ افلت يده من يدك وغادر ذاتَ صباحٍ مُرْ….فكيف بنا أن نمنحه الثقة بعد اليوم وأنت الذي لم تكن تجيد سوى أن تشبك أصابعك في كفه.. فأفلت من يدك ورحلْ….!!

على اعتاب نيسان يا أبي ، اقف لأكتبك.. وأنا اسأل نفسي..أيَّ لغة تتسع لك وأنت سيد الحرف والكلمة…!! وأيُّ سطورٍ تلك التي تتسع لعمرٍ من الشوق والضجر….. وأنتَ الذي لم تكن تجيدُ سوى قراءة الصبرِ على عتبات الوجعْ……!!

على الموعد جئناك نحن يا أبي… زرعنا الشوق والصلوات على عتبات الثاني عشر من نيسان…..قبلنا رائحة دفئك الطالعة من جوف أرض تحتضنك…ورتلنا لك الدعاء .. والدمع…
وكتبنا على الشاهد: هنا يرقد ابن نيسان وشمسه وقمره البهي… هنا ترقد غيمة فتحت ذراعيها وسع السماء.. وأمطرت …وأمطرت وأمطرت … حتى جفَ ماءُ عينها… فنادها ربها ؛ أن ارقدي هنا بسلام….وقرَّي عينا….

مقالات ذات صلة

ابنتك….أم قصي
نيسان٢٠١٦

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى