غرائب اللغة / د . عبدالله البركات

غرائب اللغة
لا تخضع اللغة للمنطق ولا لرغباتنا. وتشتق المعنى الحسن من اللفظ القبيح والمعنى القبيح من اللفظ الحسن ولا تبالي.فقد اشتقوا أقذر الأفعال من اسم نبي كان أعدى اعداء ذلك الفعل وهو سيدنا لوط. واستعاروا في العامية المحارم المتبذلة من المحارم المقدسة وقالوا حيالله بيالله للعشوائية في العمل من لفظ الترحيب والكرم حياه الله وبياه. واشتقوا التقلب من القلب والرق من الرقة والتطير من الطير. واشتقوا الاستسلام من السلام والسكينة من السكين
والتشاؤم من الشام. واشتقوا تقليم الاظافر من القلم بعد ان شبهوا به تقليم الأشجار.
اما اشتقاق المعنى الحسن من اللفظ السيء فقد اشتقوا البطولة والابطال من الإبطال والباطل. وربما اشتقوا الجمال من الجمل والاناقة من الناقة كما اقترح احدهم فهل ترون في الجِمال جَمال وفي الناقة اناقة. و ظفر بحاجته اصلها انه أمسك بها بأصابعه وأظافره وتمسك بها. فظفر بها كما اقترحت إحداهن.
والفعل يشتق من الاسم والمشتق من الجامد. انظروا الى الفعل ايد من اليد وساعد من الساعد وعاضد من العضد والاقدام من القدم والادبار من الدبر والترأس من الرأس والأنفة من الأنف والسن والسنة من الأسنان ومثله كثير واشتقوا المعاجم من العجمة بينما عمل المعاجم ازالة العجمة.
وليس هذا خاص في العربية بل في اللغات عامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى