ما جرى خطير / عمر عياصرة

ما جرى خطير

ظهرت الدولة الاردنية ضعيفة مرتبكة في معالجتها للجريمة التي جرت في السفارة الاسرائلية في عمان، فقد كانت توقعات الرأي العام في واد، واستجابة السلطات الاردنية في واد آخر بعيد كل البعد.
حتى في موضوع الاخراج للتنازل، لم نكن موفقين، ولم تظهر الدولة بمظهر الواثق من نفسها، بل شعرنا باختبائها وراء استحيائها مما قامت به، كما أننا لاحظنا اختفاء رجالات الدولة، بينما كان نتنياهو يعربد واعدا الجمهور الاسرائيلي بأن القاتل سيعود لحضن عشيقته.
بسرعة البرق، تنازلت هيبة البلد امام ابتزاز نتنياهو، ليصبح الطعن بمفك جريمة واعتداء، بينما قتل اثنين من الاردنيين هو مجرد دفاع عن النفس، ومن المؤسف ان وزير داخليتنا، ابن الامن العام والعارف بمعاني الجريمة، قام بتسويق القصة وتبنيها وربما هو من صاغ معالم دراميتها غير المقنعة.
توقعات الرأي العام اصيبت بالدهشة وخيبة الامل والانكسار، كنا نتوقع موقفا اكثر صلابة، فالناس لم تبالغ بيوتبيتها، ولم تشطح بخيالها، بل هناك ادراك لموازين القوة، لكننا صدمنا بحجم الفارق والانقياد والارتهان.
ما جرى خطير، لأنه وسع الهوة بين الناس والحكم، فهناك غياب لرجالات الدولة ولخطاب الدولة ولإعلام الدولة القادر على تجسير تلك المساحات العميقة التي باتت تفصل الاردنيين عن مؤسسات حكمهم.
ما جرى خطير، لأنه يثبت غياب الحكومة ورئيسها، ويكأنهم في اجازة، فدولة الملقي في هذه الازمة كان موظفا بسيطا يتخبط ويبحث عن تغطيات لقرار اظهر حجم الخلل في قوتنا.
ما جرى خطير، لكنه جيد من ناحية التأكيد على ضرورة اجراء المراجعات لعلاقتنا مع دولة الاحتلال، فعربدتهم وتهديدهم لنا بموضوع المياه، دليل على اهمية اعادة تقييم الخلل الحاصل في موازين القوى بيننا وبينهم.
ما بعد حادثة السفارة يحتاج الى كثير من الاسمنت لترميم التشققات، فالمراجعات مطلوبة بقوة وسرعة، فهناك قادم جلل يتعلق بالتسويات النهائية، وبت اخشى على الوطنية الاردنية من مداخل ضعف الاداء وغياب الرجال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى