ما بين الوطنية والتسحيج / رائد عبدالرحمن حجازي

ما بين الوطنية والتسحيج

كلما حدث أمر ما له علاقة بالوطن , تتهافت الآراء والتصورات من حولنا. فبين مؤيد ومعارض تنحصر هذه الآراء وربما الصمت أحياناً يكون ثالثهما . وعليه يشرع البعض بكيل الإتهامات للأخريين ,ففلان ينعت ذاك بأنه سحيّج ويصف نفسه بالوطني , ناهيكم عما يرافق ذلك من تراشق بالشتائم وغيرها .
أنا من خلال اجتهادي وتصوري الشخصي أحببت أن أوضح الفرق بين الوطنية والتسحيج مع العذر منكم من هذا المصطلح , كما وأترك لكم حرية قبول هذا التصور من رفضه .
الوطنية : أن يشير المواطن لمواقع الخلل والضعف إن وجدت وبنفس الوقت إعطاء الحلول الناجعة والسليمة . لأن الإشارة فقط دون الحلول أعتبره تماماً كتشخيص الطبيب العام للمرض دونما إعطاء العلاج المناسب , فيقترح على المريض مراجعة طبيب اختصاص بالحالة المرضية .وعليه فكلا الطبيبين يكونا ضمن قائمة الأطباء , وكذلك الحال مع المواطن الذي يشير للخلل ويقدم الحل والمواطن الذي يكتفي بالإشارة لهذا الخلل فكلاهما يكونا ضمن قائمة الوطنية .
اما التسحيج والعياذ بالله (اسمحوا لي هنا أن استخدم وصف شخص وليس مواطن , كي لا يندرج ضمن قائمة الوطنية وبنفس الوقت لن أقول سحيج , فلربما يصحى يوماً ما من غفلته ويعود لقائمة الوطن ) فالتسحيج : أن يرى الشخص مواقع الخلل والضعف ويؤيد من قام بذلك لا بل ويشرع في تجميل الخلل وإظهاره وكانه حل سحري أوحد ووحيد . ناهيكم عما يرافق ذلك من عبارات ثناء وتزلف الخ … تماماً كمن يدّعي مهنة الطب , والطب منه براء . اللهم أصلح أحوالنا وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى