ما بعد الانتخابات / رائد عبدالرحمن حجازي

ما بعد الانتخابات
كما تعلمون أعزائي وفي القصة السابقة (إنتخاب نائب واحد) لم يتوفق المختار مثقال في إختيار نائب له , مع أنه لجأ لعدة طُرق إنتخابية إلا أنها باءت بالفشل ولم يتحقق له ما أراد .

ها هو مثقال وزوجته زريفة صبيحة يوم ما بعد الإنتخاب وقد أخذ كل منهما مكانه المعتاد بعد تناولهما طعام الإفطار , أخرج مثقال محبوبته الفضية ولف سيجارة الصباح لتفوح في المكان رائحة الهيشي ممزوجةً برائحة القهوة العربية بالهال . حيث دار الحوار الاتي بينهما :-
مثقال : بتدري يا أُم طايل مليح إللي هالسولافة ما تمت
زريفة : والله يا أبو طايل أني بقيت حابب إنها إتم مشان تتريح من مقارعة ومجالقة الناس
مثقال : وأني مثلتش بس عاد يومني شفت كل الزُلم بدهم هالشغلة قلت لحالي مليح إللي ما تمت , أني حسّبت إن واحد أو إثنين يقولوا بدنا وأطيّر الحصوة بيناتهم لكن حريقين هالحُرسي طلع كُل أهل القرية بدهم يصيروا نايب للمختار .
زريفة : طيب رُد إعرظ عليهم بس نُب عليهم وإحتشيلهم بدي تتفقوا عواحد منكوا .
مثقال : لا دخلتش فكينا منهم , خوف الله لن عدتها غير كل إرجال القرية يصير بدهم ومش بعيد النسوان يقولن بدنا كمان .

بالمقابل ها هم عبود ومفضي إجتمعا في دُكان عبدالله يتناقشوا في تَبِعات ما حدث . حيث قال عبود دقيّق المجوز : بتدروا يا جماعة أني ما سطحني وقهرني غير وصفي أبو الجاج إللي يومنه سأله المختار منهو بدك يا وصفي تختار نائب إلي ؟ قام شنتر بخشومه للسما ودلق براطمه وحتشى للمختار وشو بدك بهالسولافة المعثثة وأني قبلها بيومين ظليت أدق عالمجوز بطهور إبن إبنه محمد للصبح تا طاحن زلاعيمي . أما مفضي فقال : وأني مثلك يخوي يا عبود ما شقّني غير جوز غُبنة (المقصود فليحان) إللي يومنه أجا تا يطلع من الجامع قام نسّ من ورا ظهر المختار مثل القط إللي عاظ عفار من خوف ما يسأله المختار , مع إنه قبلها بيوم حتشالي ما حدى بتبدى عليك , وإتعشى عندي صيصان محمرة إللي يا رتهن بالسم الهاري إللي يكُت فشته ومعلاقة هالإهبل .. أي والله غُبنة طالعة من خرجه هالمتشخمن .

وجاء دور عبدالله الدُكنجي حيث أخذ نفساً عميقاً وأخرجه مع تأفف وقال : سوالفكوا كوم وإللي صار معي كوم ثاني , ليقاطعه عبود قائلاً : شلون يعني كوم ثاني مهو إنظحك علينا مثلنا مثلك . فيجيبه عبدالله : لا يا حبيبي أول إشي أني سامحت ناس كثير بالديّنات إللي عليهم وأجلت سداد ناس ثانين للموسم مش هاظ إللي جاي للي بعده ومع هاظ صارت معي سولافة جوات الجامع وقبل ما تخلص الصلاة . فيقول مفضي : وشو إللي صار ؟ فيقول عبدالله : هاظ يا طويلين العمر وأني قاعد بالجامع لديت ولا هاظ أبو الدبر جوز قُطنة (المقصود أبو إبراهيم) بحتشي للي بجنبه وبقوله إمسات عبدالله الإقطم ناداني وحتشى لي إنه مسح عني من دفتر الدين حق ثث عُلب ساردين ونص رطل سكر ونيته إنه بهيتش بخليني أختاره نايب للمختار أي عليّ الجيرة ما بختاره هالإقطم لو إنقطعت الزُلم من القرية . ضحك كل من عبود ومفضي بصوت عالي مع قهقهة ليقول لهم عبدالله : إظحكوا بطلعلكوا مهو الحق عليّ إللي حتشيتلكوا وقاعد بفظفظلكوا . فيرد عليه عبود : أي طوّل بالك يا زلمة مهو كُلنا إنظحك علينا .

مقالات ذات صلة

وعود لم ولن تتحقق من هذا الطرف أو ذاك ففاقد الشيء لا يُعطيه فالأقوال لا تتوافق والأفعال . كُله بظحك على كُله وسلامة فهمكوا .
رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى