ما الذي يريدونه من حماس؟؟ / منى الغبين

ما الذي يريدونه من حماس؟؟

دخلت الجيوش العربية سنة 1948 الحرب – من أجل حماية فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني- بدون إعداد ولا تخطيط عسكري ولا تسليح جيد، وكانت تلك الجيوش تحت قيادات أجنبية أو قيادات صنعها الاستعمار، فإذا بهذه الجيوش وقياداتها السياسية يضيّعون ثلاثة أرباع فلسطين ويساهمون في تشريد آلاف من أبناء فلسطين. ( راجع كتاب النكبة، عارف العارف).

ثم اتخذوا القضية الفلسطينية ذريعة لحكم بوليسي يقمع الشعوب ويسيطر على ثروات الأمة، فكانت الانقلابات المتلاحقة والصراعات الداخلية والحروب البينية والبذخ وصناعة الطاغوت، وحماية الفساد والمفسدين.
رأيناهم قد منعوا الشعب الفلسطيني من حقه في المقاومة والحرية والحياة الكريمة، ثم ما لبثوا أن أضاعوا بقية فلسطين في حرب حزيران 1967 وأجزاءً من أراضي دول عربية محيطة بفلسطين .

لم يترك النظام العربي الشعب الفلسطيني يخلع شوكه بنفسه بل طاردوه في رزقه وفي إقامته وتنقله وتعليمه، ففرض على الشعب الفلسطيني قوانين جائرة وعنصرية في الإقامة والانتقال والعمل والتعليم ، تلك القوانين شرعت بهدف خنقه وحرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية .

مقالات ذات صلة

صنعوا للثورة الفلسطينية المطبات والفخاخ وضيقوا عليها حتى نجحوا- ولا شك أن الفصائل ارتكبت أخطاءً كبيرة تصل إلى مستوى الخطايا- نجح العرب في تجريد الثورة الفلسطينية من سلاحها ومن مواقفها، واستطاعوا حرفها عن الميثاق الذي ارتضته لنفسها يوم التأسيس وإبان الانطلاقة.
كما نجح الزعماء العرب وبالتواطؤ مع العدو والولايات المتحدة في نفي قوات الثورة إلى مخيمات في ليبيا والجزائر واليمن وغيرها.

ثم دخل العرب- وأدخلوا معهم قيادة م ت ف -سباق السلام والمفاوضات والاعتراف حتى وصل الأمر اليوم إلى حالة من التهافت على من يطبع أكثر ومن يطبع أولاً.
فماذا يريد هؤلاء من الشعب الفلسطيني؟؟

يريدون منه -وله- أن يرضا بالأمر الواقع ويقبل بصفقة القرن التي تأكل ما تبقى من حقوقه،
يريد العرب توزيع اللاجئين في بقاع الأرض وتوطينهم حيث هم -إن أمكن- أو في أقصى الأرض بعيداً عن وطنهم وديارهم.

ويريدون من أهل الضفة والقطاع أن يقبلوا بسلطة إدارية هزيلة تعالج حاجات السكان دون السيادة على الأرض والموارد والحدود، في دولة منزوعة السلاح، بدون القدس، أو قدس جديدة، وبدون حق عودة اللاجئين، مع الإقرار باقتسام المسجد الأقصى الشراكة فيه!..
لذلك تراهم يضغطون على الشعب الفلسطيني، على السلطة وعلى الحكومة وعلى م ت ف، ويضغطون على الفصائل ويلاحقون المقاومين.

ومن العجيب أن القيادة المتنفذة في م ت ف ومنذ دخولها إلى النظام العربي وقبولها بقرار 242 ، ومنذ توقيع أوسلو رضيت بهذا الدور السلطوي الذي يلاحق المقاومين وسلاحهم ويمارس التنسيق الأمني.

من هنا نستطيع الإجابة على سؤال ماذا يريد حكام العرب من حماس؟؟
نفس الحال ونفس المآل الذي أوصلوا م ت ف إليه، الاعتراف والتسليم والتنازل وترك السلاح.
وهم يعملون من أجل ذلك ما فعلوه ومارسوه سابقاً مع م ت ف ومع فصائل المقاومة، الملاحقة والتضييق والاعتقالات والابتزاز، وتجفيف المنابع والحرب الإعلامية الشرسة.

الهدف الأكبر لهم اليوم تجريد حماس من سلاحها ودفعها للتنازل عن إدارة قطاع غزة بالصلح مع م ت ف أو اثارة الناس ضدها، وبالحصار الخانق المستمر منذ ثلاثة عشرة سنة ثقيلة، وإذا لزم الأمر من خلال حرب شرسة تأكل الأخضر واليابس.

ولكن الشعب الفلسطيني يقول لهم:
لا ترمي سلاحك لا ترمي يا شعب بدهم نرحل.!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى