ما أخشاه من القمة / عمر عياصرة

ما أخشاه من القمة

تتسرب هنا وهناك اقاويل عن مشروع تنازلات جديد ستقره القمة العربية المزمع عقدها نهاية هذا الاسبوع في منطقة البحر الميت.
امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط صرح لصحيفة الشرق الاوسط عن مشروع جديد لحل القضية الفلسطينية، وتطالعنا التسريبات ايضا عن شروط سبعة وافق عليها ابو مازن اثناء لقاءه المبعوث الاميركي للمنطقة «ستيفن جرينبلات».
حتى الان الامور غير واضحة، ولا ندري كم تعرف الاردن عن هذا المشروع، وكم يقف الزخم العربي وراءه، لكننا لا نجد مبررا له لا على مستوى الحسم الاقليمي ولا من خلال مطالعة الجدل الداخلي الاسرائيلي.
ندرك ان قمة البحر الميت تأتي في سياقات صعبة ومعقدة عروبيا، ولعلي ارى فيها عنوانا كبيرا يميل الى التكيف مع الادارة الاميركية الجديدة.
لكن هذا لا يعني ان نقدم تنازلات بالمجان او تنازلات مبدأية، خاصة في الملف الفلسطيني، فلا يعقل ان نسقط حالة العداوة بين بعض الدول العربية مع المحور الايراني على المشهد الفلسطيني.
كما انه لا يعقل ان نترك محمود عباس بضعفه الحالي واختناقاته على كل المستويات – ان نتركه – يدير ملف ضغوطات اميركية اسرائلية لوحده.
ما يقال في الاروقة مرعب، فهناك احاديث عن قبول بضوابط فضفاضة لابطاء مسار التوسع، وتجاوب عربي مع مسار الاقليم، وتطبيع قبل ازالة الاحتلال، اعتراف بيهودية الدولة، وتنسيق امني مخلص وخرافي، ولعن للشهداء ونسيان للاسرى.
ما اتمناه ان تكون التسريبات مجرد سراب وفقاعات في الهواء، وان لا يلزمنا عباس باجندة تنازلية تساعده حين يلتقي ترامب في واشنطن.
وعلينا ان نتذكر ان مصلحة الاردن الحيوية لا تكون بالقبول بتنازلات فجة للجانب الفلسطيني، فمن غير المعقول ترك عباس يفرغ «حل الدولتين» من محتواه، وهنا علينا ونحن المعزبين ان نحذر من افخاخ قد تؤذينا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى