ماذا بعد حرب الموصل ؟؟! / بسام روبين

ماذا بعد حرب الموصل

جاء سقوط بغداد بسرعة وقوع برتقاله عن امها وكان للعرب والبيت السني تحديدا دورا كبيرا في ذلك وبعدها رجعت روح الشهيد صدام حسين الى ربها راضية مرضية تاركة البيت العربي السني من غير اب ولا ام وكاشفة عن الدور العظيم الذي كان يقوم به من تامرت امته عليه وقد تمخض عن تلك النهاية الاليمة بدء تمدد البيت الشيعي على حساب تقلصات اليت السني واخذت امراض القوميات والطوائف تطفو بينما يعكف بعض العرب على جمع بيضهم ووضعه في سلة تحالفاتهم الفاشله التي نجحت في مسح ذاكرة الامة وتحويل بوصلة صراعها من اسرائيل العدو المحتل الى ايران الجار المسلم فضاعت العراق وسوريا وليبيا واليمن ولا يزال الحبل على الجرار واصبح العربي السني متهما في وطنه ومطاردا من شبح ارهاب هم صنعوه ووجهوه وبات العربي السني من دون سند بل يحتاج لاثبات هويته وبراءته من ذلك المارد اللعين ولم تقف الامور عند ذلك الحد بل اوهمونا بان معركة الموصل ستكون الاصعب والاطول وتحتاج لتحضيرات واستعدادات تكللت باستثمار البيت الشيعي لهذه الحالة ونجاحه في بناء عدة جيوش جراره عددا وعدة على غرار عقيدة الحرس الثوري الايراني وربما خطط لها لكي تصبح الاقوى في المنطقه حيث تمكنت وخلال بضعة ايام من الوقوف على مشارف قصبة الموصل تمهيدا لاقتحامها واحكام السيطرة الطائفية على كامل الارض العراقية واذا قدر للغزل البراغماتي بين القوميات والطوائف من استمرار التخندق في وجه البيت السني فان مرحلة ما بعد الموصل ستشهد اعلانا جديدا لخرائط ديمغرافية مهما بلغت خسائر الجانب السني وسيدفع بالجيش العراقي عقب انتهاء المعركة واستمرار التحالفات وخصوصا الكردي منها لمشاركة الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الاخرى لحسم الموقف وتحجيم الدور التركي السني استكمالا للمخطط الطائفي الغير معلن وهذا الوضع سيفتح الابواب لتسمية اتحاد ايراني عراقي سوري بزعامة روسية.
وقد كشفت المواقف السابقة بان البيت الشيعي قد حقق مكاسب وانتصارات سياسيه وعسكرية واجتماعيه مما اكد انه بيت متماسك له كبير يتابع ويتدخل ويستمع اليه الجميع بل يتسابقون لنيل رضاه وتنفيذ اوامره وهو ما يعد سببا كافيا لنجاحه بعكس البيت السني الذي يعاني ويعيش حالة من التفكك والانقسام وفقدان الكبير ويقتصر دوره على مراقبة المشهد منتظرا القدر.
المهم هنا ان يستوعب العرب ولو متاخرا ان منسوب هذا التمدد سيستمر بالارتفاع وفقا للتوقعات وسيشكل تهديدا اجتماعيا وخطرا من نوع جديد على امن العديد من المنازل العربية التي تعتقد انها بعيده عن الاخطار
لذلك اتمنى من العرب فيما بقى من وقت ان يدركو حجم هذه التحديات وان يعترفو بان انقسامهم وتحالفاتهم القديمه لم تعد صالحه لاي استهلاك فهي من قادتهم لهذه النهايه المرعبة وتسببت في ضياع خيراتهم وتهجير شعوبهم وافقار مواطنيهم وقد حان وقت العمل والتغيير لانقاذ ما بقي من البيت السني المهدد بمزيد من الضياع وعليهم الاستعجال في الجلوس على طاولة واحدة لتوجيه بوصلة السياسات والتحالفات بما يخدم مصالحهم ويجنبهم عواقب الشر القادم لان استمرار الخلافات والنزاعات وخصوصا مع ايران واطالة امد النزاع معها سيعقد المشهد ومن ظروف اي مصالحه مستقبلا ولن يكون هنالك رابحا وربما تكون اقصر الطرق واسلمها في هذه المرحلة ما زالت متاحة وتحتاج لمن يعلق اجراسها من البيتين الشقيقين والبدء بالتصالح والتقارب والتسامح مع كافة عناصر النزاع وتجاوز الخلافات التي اوجدها الحلفاء بين الاشقاء والعيش بسلام مع جميع المكونات وخيرهما الذي يبدٱ بالسلام وعلى الحكومات العربية ان تبدا مرحلة جديدة من التعامل مع شعوبها بتحسين اوضاعهم والاقتراب منهم واستثمار المال العربي لنهضة العرب واستعادة الاستقرار والاوطان والتغلب على صراع البقاء كفانا انقساما وحروبا وموتا وتهجيرا وظلما وفقرا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى