ليلة جبر الخواطر / ثروة الزعبي

ليلة جبر الخواطر
عام يهز المشاعر….عام يذيب القلوب…وكيف لا يكون وقد كان ما كان…فقد غادره الحبيب واﻷنيس والقريب…كان درعه الواقي من الكروب….وكانت سكن قلبه وردائه عندما صاح زملوني زملوني…..اعتصر قلبه الرحيم الما…لكنه انطلق ليكمل مسيرته فتجرأت عليه قريش وثقيف والطائف….فنادى ربه ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي….وحاشى لله أن يترك قلبا يعتصره الألم وحاشى لله أن يرد صوتا طرق بابه فكيف اذا كان هذا صوت حبيبه….وجاء الرد ردا يليق بأكرم اﻷكرمين فكانت ليلة جبر الخاطر …كانت ليلة الاسراء والمعراج….ليلة ستبقى كالنجمة المضيئه في السماء الصافيه في تاريخ هذه اﻷمة ….ليلة تذكرنا ان لا مستحيل مع التوكل ….
ومن موقع ابراهيم(عليه السلام) الذي وفى وعلى نفس الخطى انطلق يحمله البراق للأقصى الذي حلت فيه البركة ….صعد الى السماء تفتحت له اﻷبواب…سماء تلو سماء…سلم على سكانها من عباد الله الصالحين….وارتقى حتى وصل سدرة المنتهى التي عندها جنة الماؤى …وهناك ما كذب الفؤاد ما رأى وما زاغ البصر وما طغى …هناك نادى امتي امتي …ونال الشفاعة…وعاد الى اﻷرض بكنز الصلوات لأمته …عاد بقلب تجلى عنه كل الحزن والألم عاد ليكمل رسالته ويؤدي اﻷمانه…عاد ليترك فينا مفتاح اﻷمان ولغة التواصل مع القدير ومن نحن لنستحق ذاك التكريم لولا ان كنا من امة الحبيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم ….
وها هي أعوام اﻷحزان تتوالى سبع عجاف تليها سبع عجاف ننتظر عام تغاث فيه هذه اﻷمة …عام يطوي اﻷحزان…عام تجبر فيه الخواطر المكسورة….فيا رب بحق ليلة جبر الخواطر اجبرنا مما أصابنا واصلح حالنا ولا تكلنا الى عدو يتجهمنا انت ربي ورب المستضعفين .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى