ليلة القبض على نعمة !! / ماجدة بني هاني

ليلة القبض على نعمة !!
ذات مساء..وعند منتصف الليل، رن جرس الهاتف في منزل السيدة نعمة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،اللهم اجعله خيرا، تمتم الزوج وهو يستقبل المكالمة.. هواتف الليل لا تأتي بخير .
هذا منزل المعلمة نعمة؟ عليها الحضور إلى مخفر الشرطة ،هناك شكوى ضدها !!!
ضج البيت بصراخ عنيف : نعمة …نعمة !!
استيقظت المؤمنة الغافلة من نومها مذعورة…قبل قليل اسلمت أطفالها للنوم ، وأسلمت أعبائها، ورمت أحمالها على رب كريم …أملا في يوم جديد شاق وطويل لكنه في رضى الرحمن.
هرولت مسرعة ،، ماذا ..
شكوى يا نعمة شكوى هذا ما ينقصنا !!!
امتقع وجهها ،ودخلت في عالم من الحيرة…لا أذكر أن ثمة مشكلة !!!
نسي الزوج الضابط على الهاتف ثم عاد يسأل : من يشكوها ؟
إنها شكوى من أهل الطالبة نقمة …
جلست ، تنفست الصعداء : بسيطة …
الأمر هين..ما من مشكلة…
المعلمة نعمة اسم على مسمى ،نهر من العطاء،نعمة لكل من حولها،وهي جادة في عملها ، مخلصة ومبدعة …..
وهي كذلك للمهمات الصعبة لذلك وكل اليها تربية الصف الثامن ؛ المعروف بشغبه ، مصدر الإزعاج الدائم في المدرسة…
الطالبة نقمة ، بل نقمة الصف،محراك الشر فيه!! تشكل رابطة خاصة من الشغب،تخطط وتنفذ ،تسئ باللفظ والحركة…طالما نال الصف عقوبات جماعية بسببها،تدفعها نوازع عدوانية ونفسية معقدة.
والد نقمة رجل جاهل يدعي معرفة القوانين ، يدير ناد رياضي، ولديه معارف كثيرون،يستفيد من مشاكل نقمة…فهي تمنحه الفرصة ليكون ضيفا ثقيلا ممجوجا للمدرسة من حين لآخر ، بستلذ مجادلة النساء !!
تنتهي مجادلاته البيزنطية بلا جدوى …فابنته ملاك ، والحق على البنات والمعلمات…
ما حصل بين المعلمه ونقمة موقف عادي ، يحصل دائما ، اعتدت الطالبة على زميلاتها ، تدخلت المعلمة لرد المظلمة ،فاعتدت على معلمتها ،
المعلمة في محاولة لتفادي إراقة ماء وجهها أمام طالباتها تأمر الطالبة بالإعتذار أو الخروج من الصف …..
تأبى الإعتذار وتأبى الخروج وتتمادى
أخرجت المعلمة الطالبة عنوة لمراجعة المرشدة ،فخرجت لكن إلى البيت ثم غرقت في وحل الأكاذيب ويزاد الموقف تأزما.
والدة نقمة امراة متعجرفة وغير مستعدة للمراجعة بشأن ابنتها…
يحدث مثل هذه المواقف كل يوم ثم تنتهي وتستمر المسيرة وتتجاهل المعلمة أخطاء البنات وتضع لهن ألف عذر… أما مع نقمة اختلف الموضوع..
مضت ثلاثة أيام على الموقف، جاء الوالد إلى المدرسة بهيئته الطاووسية المعهودة،وبحسن الهندام وبعطره الفواح ، وكأنه حاضر إلي موعد غرامي.
سلمت نعمة أمرها لله وأوكلت مسألتها للمرشدة للمتابعة لأسباب تحفظية ، فهي لا تنسى في خضم مهنتها انها امرأة محافظة ، يحق لها مقابلة من تشاء ، او عدم.
عند المساء ..عادت نعمة إلى بيتها كعادتها،تغلق بابها على أطفالها، تنزع مهنتها عند الباب ، فليس مسموح ان تحكي حكايا المدرسة وهمومها …وكثيرا ما تغلق هاتفها لتنعم بالراحة والاستقرار…
خلف بابها ،مؤامرة تحاك وأحقاد تتحرك ،كسم الأفعى ، بغذيه مأجورون باعوا ضمائرهم وأكلوا عليها وشربوا….
موضوع الشكوى: الضرب حتى الإيذاء..
ليست المشكلة في الضابط المناوب!!!
فمثله كثر، عبيد المحسوبية والله حسيب رقيب !!
وليست في الطبيب المزور !!!
فقد حدث وزور أطباء ، وألحقو الظلم في من كان من الأولى أن يكونوا لهم دواء.
وليس في والد نقمة فهو مثال صارخ من الرجال قد يقتله الفضول للوصول إلى امرأة متمنعة أبية حتى لو كانت مربية ابنته..
وليست المشكلة في توقيت الاستدعاء فالامر منوط بموعد استلام الضابط الفلاني”لشفته الليلي”
المشكلة الحقيقية فيمن يريد إخضاع نعمة وكسرها، الجميع متواطئ حتى أقرب الناس إليها …
يجتمع الاقارب وتسود العشائرية ،وتؤول القضية ألى رجاء تنازل والد نقمة عن الشكوى وتكتب المعلمة الفاضلة تعهد بعدم الأساءة وكف يدها!!!وإلا فغدا إلى المحكمة …
وبالطبع لا محكمة ..توقيع “ولفلفة “الموضوع ..مزيدا من الإذلال والعنف..
أذا خير الإنسان بين كرامته وبين السجن ، حبذا السجن ! وتبقى الروح حرة طليقة …..
سجن المظلوم أهون من غصة المقهور فالغصة تؤدي إلى القبر !!
من حق المظلوم أن يناضل …ما المشكلة في المثول أمام القاضي ؟؟
ليس الأمر هينا وليس المظلوم نهبا للفاسدين !!
متى سيفهم العالم أن كسر المعلم يؤدي إلى صدع في المجتمع ؟؟
متى ستنصف المرأة ؟
إنها من تصنع العظماء وما أحوجنا إليهم !!!!!
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ألم أقل أن هذا الصوت سيكون له شأن في الساحة الأردنية ؟ ما علينا ، السيد الوزير في العبدلي ، بعيدا جدا عن مدرسة في الريف الشمالي ، حيث اللهاث خلف رغيف خبز صعب ، الوزير محاط برجال كثر ، يسكنون عمان ، على الأرجح غربيها ، ولهم شبكات من علاقات عامة تخدمهم وتحميهم ، يصنعون القرار ، وغيرهم ينفذ . وعلى الجهة الأخرى ثمة مدير تربية ، يتمرغ في إمتيازات الدولة ، ويغلق هاتفه حتى صبيحة يوم آخر ، وللأسف ثمة معلم ما في محافظة ما يطقطق عظامه البرد يقف على أبواب المراكز الأمنية ، بين المتعاطين ، وأرباب السوابق ، يلعن اللحظة وينتظر فرجا قريبا . السيدة الفاضلة ، لن يسمع صرختك وزير ، ولا أمين ، حتى مدير تربية سيمط شفتيه ، الحل في نقابة قوية تثأر لكرامة معلميها ، وتعلنها : إضرابا مفتوحا لحين حماية المعلم من سراق الوطن ، وفاسديه . يبقى أمر أخير : هنيئا ل سواليف بصوت مبدع ، يعري الزيف ، ويقرع ناقوس الخطر .

  2. تدمير النشىء و اهانة المعلم و تدهور التعليمرهدف واضح لصاحب القرار حتى نبقى عبيد لاسرائيل

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى