لو استبدلنا الحصة؟

مقال الأربعاء 28-12-2016
النص الأصلي
لو استبدلنا الحصة؟
رغم أنها المسرحية اليتيمة التي شاركت بها طوال المراحل المدرسية الا أنني ما زلت أذكر تفاصيلها جيداً، لبست وقتها ثوباً أبيض قصير فوق الزي المدرسي الأزرق وطاقية بيضاء مخرّمة هدية من “العمرة” وبوط صيني أسود..أما خشبة المسرح فكانت عبارة عن صبة مربعة الشكل “فوق الجورة الامتصاصية” للمدرسة.. كان دوري آنذاك: الجار الصالح والخلوق يشاركني بالتمثيل طالب آخر يقوم بدور جار السوء ومعنا ثلاثة مُنشدين قد أدوا نشيدة من مقرر الصف الرابع لا علاقة لها بالمسرحية على الإطلاق فقط من باب المشاركة ليس الا، أما من قام بدور شيخ العشيرة ومصلح ذات البين فلم يجدوا عباءة على مقاسه فاستأذنوا أحدى الجارات واخذوا “حرام كروهات” من على المنشر ووضعوه على كتفه بعد أن تبرّع له مدرّس التربية الإسلامية بالشماغ والعقال..صحيح أن الإكسسوارات بائسة والنص مكتوب بسطحية مفرطة وأداء الممثلين مجرد “تسميع” وحركات جامدة الا أنني ما زلت أحفظ مشاهدها بالتفصيل إلى الآن كما اذكر العثرات التي وقعنا بها بما في ذلك “الميكرفون اللي بيصفّر”.
**
قرار وزارة التربية والتعليم بتخصيص حصة أسبوعياً في كل يوم ثلاثاء لتتحدّث عن الإرهاب ، أراه جاء كردّة فعل سريعة على الأحداث الأخيرة وكمشاركة وطنية في استنكار ما حدث ، مع انه كان من الأفضل التأني به دون ان ننكر ان فكرة التوعية لخطر الإرهاب رائعة و ضرورة ملحّة أن تبدأ من المدارس أولاً، لكن ليس على طريقة الحصص والكتابة على اللوح و التسميع والتلقين و الامتحان..هذه مسالة فكرية وطنية وجدانية بالدرجة الأولى..والوجدان لا يمكن أن يعطى بحصص كما درس “طرح الكسور” و “توحيد المقامات” ..أرى التركيز على الشيء البصري التفاعلي أهم ألف مرة من حصة يعطيها المدرس وقد يحار أكثرهم خطابة وثقافة ماذا سيعطي في الحصة التي تليها، طيب :”اليوم تكلم عن تعريف الإرهاب وخطره” ماذا عن غد وبعد غد؟؟؟…
انحازوا للمسرح يا سادة ،للنشاطات غير المنهجية التي تجعل الطالب شريكا فيها يذكرها ولا ينساها طوال العمر ، توجهوا “للفيديوهات” الوطنية المنتجة بعناية التي تمجّد بطولة الشهداء الذين قضوا في حربهم ضد الإرهاب واعرضوها عليهم ، عظّموا معنى السلام معنى البطولة معنى حماية البلد، الحفاظ على مقدرات البلد وسلامه، ركّزوا على تقبل الآخر واختلاف الرأي وأدب الحوار…قدموا كل ما سبق بطريقة مدروسة و من خلال عرضه على شاشات في المدارس وان لم يوجد شاشات ، ففي مدارس مؤهلة بنفس المنطقة أو في ومراكز ثقافية قريبة ..لسنا بحاجة للتعريفات المكتوبة وإدخال الطالب والمواعظ الإنشائية..عظّموا فيه الوطنية وحب الوطن من خلال عمل متأنٍّ ومدروس…حتماً ستصل الرسالة..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. لو يتناولوا في حصص مكافحة الارهاب اللي قرروها فقط قصص شهدائنا من عشرينيات القرن الماضي حتى الان … لغرسنا في نفوس ابنائنا حب الوطن دون القاء او تلقين
    فليستشهدوا بالصور الحية في اربد والكرك ومعان والبقعة
    صور جنودنا عالحدود والدرك والشرطة بالثلج والمطر
    هذه كلها نماذج حية ترسخ في العقول والأذهان

  2. جميل..! هل الأرهاب التي تعنيه الوزارة هو الأرهاب السياسي أم الإنساني..!؟ هل تسلط المسؤول والمركزية إرهاب..!؟ مثلا.. وهل الفقر المسيس إرهاب..!؟ ومتى يكون الفقر بذرة إرهاب..!؟ هل الإحتلال الغاشم وتدمير الأرض المحتلة إرهاب..!؟ هل القهر والضيم عناصر إرهاب أو مساعدة له..!؟ هل المؤامرة على الأمة بأكملها إرهاب..!؟ وهل ما نرى ونسمع عن هؤلاء إلإرهابيين الفضائيين قوامهم “كلاسنكوف” وسيارة دفع رباعي “تويوتا” تعجز 65 دولة ومنها العظمى عن دحرهم..!؟ وهل صاروخ “توماهوك”وطائرة F35 أصبحن لعب أطفال, او خرافة محكية..!؟ حقا يجب أن تجد الدولة في حربها ضد الإرهاب ..وأويد هذا بإخلاص.. ولكن ..! يجب أن تقبل لغة الحوار والرأي الأخر بشفافية وإحترام..وبما أن المبادرة صادرة عن وزارة التربية والتعليم فيجب أن تكون مبادرتها حلقة علم بما يحمله من إنفتاح وقبول .. نسمع من المسؤول تارة.. ويسمع المسؤول من أساتذة العلم وطلابه تارات عديدة..!!

  3. على ما أدكر في ثمانينيات القرن الماضي . أيام مسرحيتكم .. كان هناك حصه للحديث عن أيران ..ابان خطر الثوره الصفويه
    بنفس الاسلوب و بنفس المنهجيّه … و قدر لي أن أطلع على دفتر الزيارات الصفيه للمشرفين التربيون في فترة خمسينات و ستينات القرن الماضي للمدرسة التي درست بها و إدا بها تتطابق الى حد مذهل على ما رأيناه في تسعينيات القرن الماضي و بداية القرن العشرين و لربما لحد الان

  4. والله انها غلط .. يجب ان ننته جيدا … بلدنا وسطيه والحمد لله نسبة هؤلاء الخوارج قليلة وهم ليسوا من طلاب المدارس اما اذا شرعنا بتوجيه الطلاب فاخشى من فشل المعلم او تقصيره في ايصال المعلومة واخشى ان يبحث اولادنا وخصوصا من هم في مرحلة المراهقة عن حقائق تشدهم عكسيا فيصبح الموضوع عكسيا .. اما موضوع التعليم التفاعلي فنحن فاشلون به جدا فحتى اسلوب المسرحيات من نصوص ركيكة الى ممثلين مع الاسف اضعف وبالتالي لن تصل لنتيجة .. الحل الوحيد هو الامني وامساك تلك الزمرة في بداياتها

  5. كلامك أستاذ حسن تحليل سليم لموقف و نظرة الحكومة للموضوع و هي نظرة ليست سطحية فقط وإنما بدائية ايضا و إن إدعوا غير ذلك فمثالبهم تتلخص في امرين :اهتزاز الاعلام الرسمي و على رأسه التلفزيون و هروبه إلى اجترار برامج قديمة بدلا من مواكبة الحدث ونقل الأخبار أولا بأول و كذلك أراء المواطنين و المسؤولين و استضافة المحللين و رجال الدين و رجال الامن و الخبراء و نقل الأحداث بشافية و مصداقية ليكسب ثقة المواطن فليس المعقول ان نتلقى الاخبار من روسيا اليوم و يورو نيوز و غيرها في حين يبث تلفزيون الحكومة نفس الخبر “العاجل” لمدة 4 ساعات .. و الحديث يطول ..
    و ثانيا كان يمكن تلافي الخسائر الكبيرة في الأرواح بحصار المجرمين و لو استمر الحصار اسابيع خصوصا ان المجرمين لم يكن لديهم رهائن بدلا من العمل العشوائي و الارتجالي فالإقتحام يكون آخر الحلول في مثل هذه الحالات .. و الحديث يطول في هذه النقطة أيضا ..

  6. يسلم ثمك استاذ واشد على يدك العنقاء فنحن بحاجة لايجاد القدوات لأبناءنا وزرع للقيم في نفوسهم وبالتالي سيتعدل سلوكهم ولكن يجب ان نختار الاسلوب المناسب لذلك بعناية وبطريقة تناسبهم وتتماشى مع فكرهم وواقعهم وحداثة سنهم

  7. حذفوا اسم فراس العجلوني و موفق السلطي من المناهج. عن أي توعية يتكلّمون؟ هي نوبات من الحماس العرضي الذي يزول مع اول إملاءات جماعة التطوير التربوي الخارجية

  8. هل سيتحملون ان يقول ان يدرس المعلم تلاميذه ان الفساد والاهمال المتعمد اشد البيئات المولده والحاضنة للارهاب
    وان الاخلاق والدين الذي جاء تممها والعدل اساس الملك في شريعة هذا الدين هي العلاج الاجدى في منع هذه الروح الشريره من تملك اي مسلم تربى على ايدي احرار برره وحرائر كريمات
    تحياتنا لاصحاب احسن السواليف

  9. كان يجب على وزير التربية المحترم أن يقدم الفكرة لنخبة من المعلمين والمختصين واجراء جلسات عصف ذهني والتوصل الى توصيات واتخاذ الاجراءات المناسبة .. لنكافح الارهاب علينا أولا أن نفهم ما هو الارهاب ونعد كتبا حول ذلك يتضمن الانشطة والمسرحيات والفيديوهات والزيارات الميدانية وبالطبع تقديم التسهيلات للمدارس والمعلمين .. المعلم هو المرتكز الاول في اعداد الاجيال ويجب احترامه واعادة هيبته

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى