لها / لميس قشوع

لها

إلى من إتخذت من همومي مكياجا لوجهها..وارتدت حزني وشاحا على رأسها ..إلى من تصنع من خيوط الشمس أملا فيزهر قلبي يقين من جديد..إلى من تلبسني تعويذاتها في كل صباح
،إلى من اطعمتنا الكرامة العز، وأشبعتنا حبا ووفاء.
إلى من إحتميت بطرف عبائتها وأنا صغيره فهمس لي الأمان لا بأس أن تكبر..
إلى التي تستيقظ في كل فجر حتى تترجى السماء أن تحقق أمانينا، وتنسى حصتها من الدعاء.
كل مره أشعر أن الهموم التفت حول عنقي دون أن تترك لي مجال للتنفس، نظرت الى النجوم وخاطبتها وما النجوم الا دعوات أمي التي لا تحصى معلقة في السماء..
عينيها هي العالم، وأنا أحب أن أرى العالم من خلال عيون أمي فيبدو أكثر هدوء وسلام فأشعر أن العالم مازال بخير ..أشعر أن العالم أكبر..أن الفرح أقرب .. وأن السلام موجود..فعيون أمي لا تحمل سو الحب
أمي هي الوحيدة التي أستطيع أن أنكسر أمامها أضعف أمامها، أبكي أمامها ..لانني متأكدة أنها ستجمعني مرة اخرى وتبعثر همومي وتنفث على شيطاني ثلاثة لتعيدني أقوى مما سبق..
فهي التي كانت تخطف تعب أبي ودموع اخي وخوف أختي ايضا..
عندما تضحك تضيق عينيها، وتتسع السماء لتضيء من جديد وعندما تحزن أكره السماء.
أمي عطرتنا برائحة الميرمية والزعتر منذ الصغر ،
وعلمتنا قراءة الحزن على وجوه الناس واحترامه قبل أن تعلمنا الابجدية.
علمتنا أن الانسان بلا وطن ليس سوا سراب، انا اتخذتها وطننا وأعلنت إحتلالي لقلبها للأبد ولن أقبل بهدنه أبدا..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى