لمَ لا تستقيل؟

مقال الاثنين 23-1-2017
النص الأصلي
لمَ لا تستقيل؟
نفس السؤال كنت أكرّره على كل من كان “يستمزجني” في الترشّح للانتخابات النيابية الأخيرة ..ماذا لو شعرت أنك منزوع الصلاحية ،”دندوشة” ،شربوشة خرج، لا تملك القدرة على إيقاف قرار أو إبطال قانون؟؟..ماذا لو مرّ تشريع ضد مبادئك أو فيه ظلم لشريحة فقيرة من هذا الشعب؟ كان الجواب من كل الذين قابلتهم: ” أستقيل فوراً..هل تعتقد أنني مثل فلان أو فلانة أهدد ولا أنفّذ…سأرمي الاستقالة وأعود إلى عملي وقاعدتي الشعبية .. المهم الا أخسر مبادئي موقفي واحترامي لنفسي”..
**
بعد الانتخاب فُضحت اتفاقية الغاز مع العدوّ الصهيوني ، وكان النواب الــ” fresh” يتفلّتون منتظرين بفارغ الصبر أن ينعقد المجلس جلسته الأولى ليبطلوا مفعول “ألاتفاقية” ويستخدموا أوراقها لمراحيضهم الخاصة في مجلس الشعب..انعقد المجلس “هوبروا” قليلاً ثم صمتوا ، وأوراق الكلمات التي ألقوها ذهبت إلى ذات المكان الذي كانوا يريدون أن يستخدموا فيه ورق الاتفاقية..
الموافقة على الموازنة الظالمة التي أعطت الصلاحية للحكومة بفرض رسوم وضرائب كما تشتهي حتى تحصل على النصف مليار المطلوب ، جاءت بــ”تبصيم” نفس النواب الذي كانوا يقولون أنهم سيرمون الاستقالات في وجه رئاسة المجلس ويعودوا إلى عملهم..سكتوا و”اكلوا حلاوة” و مضت الموازنة بكل سلاسة برفع أياديهم ورفع “…” الشعب كاملاً..مع بعض العصبيات والاتهامات والاهانات التي كانت تتلقاها الحكومة بصدر رحب وهي تتثاءب فالموضوع “متفق عليه” ورواه “الرئيسان”…
لا أعتب على بعض النواب المستقلّين أو الأميين أو القادمين طمعاً في الزعامة والوجاهة وتسيير مصالحهم فبعض هؤلاء لا يهمهم لو بيع الوطن كله بشرط أن يكون الثمن مجزياً…أنا أعتب على النواب الحزبيين ، أصحاب المبادئ من إسلاميين ويساريين ووطنيين…عتبي على كتلة الإصلاح والعدالة وقائمة “معاً” والدعاة والأسماء الوازنة في المجلس ..كيف لا يستثار فيكم المبدأ الذي كنتم تحملونه ترساً لدخول المجلس..الا تخشون من السقوط من أنظار تياراتكم ومحبيكم ومريديكم من البسطاء الواهمين..؟ الا تخافون من لعنة الفقير الجائع المظلوم لأنكم جرّدتموه من حق العيش الكريم؟؟…لم لا تقدّموا استقالات جماعية رسالة غضب من اللاعبين بكم..احتجاجاً على تحجيمكم ،وتقزيمكم، وتهميشكم،وتكسير صوركم ، وتجاهلكم…تخشون على الراتب والكرسي؟!..
إذا كان ثمن المبدأ بطاقة صراف و”نمرة سيارة” ..فيا لخسارة الحناجر الهاتفة في مقراتكم الانتخابية ..يا لخسارة المواقف والمبادئ واحترام النفس..يا لخسارة الكذب المبطّن المدهّن بزبدة الوطنية والدين والحزب والعدالة …
سقوطكم مروع وصوت ارتطامكم في قاع الطموح ..أعلى من صوت ميكرفوناتكم في مجلس المصالح.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لانه سولافتهم مثل سولافة النملة وصحن العسل … مع فرق ان صحن عسل نملاتنا مغشوش .. سكر ومي

  2. مع كل الاحترام أستاذ احمد، بس جملة ” الا تخشون من السقوط بوجه تياراتكم ومحبيكم ومريديكم” طيب نفس السيناريوهات حدثت في المجلس السابق، حيث مررت الحكومه جميع قوانينها والتي معظمها كان ضد مصلحة المواطن، وبدون اى اعتراض من اى نائب, والمخزى ان معظم نواب المجلس السابق قد تم انتخابهم لهذا المجلس، فماذ تتوقع؟؟؟

  3. مَن يهن يسهل الهوان عليه….ما لقانون بنائبٍ إيلام!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى