لماذا نبقى في خندق الذين خذلونا؟

لماذا نبقى في خندق الذين خذلونا؟
عمر عياصرة
هل تخلى عنا حلفاؤنا؟ سؤال كبير يجب الاجابة عنه من قبل «الحلقة الضيقة» في الحكم، فهم ادرى بالاجابة رغم وضوحها، وهم بسياساتهم وخياراتهم اوصلونا لطرح هذا السؤال وتداعياته.
ما يراه المعلقون ان الاردن منكشف في الاقليم، فبعيد رحيل بريق محاربة الارهاب في الاقليم، وصعود ملفات اخرى ( الاكراد، المصالحة، التقارب السعودي مع تل ابيب وبغداد ) لم نعد فاعلين في اي منها، بل يرى البعض اننا انتقلنا من مرحلة الانكشاف الى تلقي الاستهداف.
اكثر ما يقلقني الاستقواء الاسرائيلي علينا، هناك ثمة تغيير في طريقة تعاملهم معنا، ولا ادري كم لانفتاح دول الخليج على اسرائيل من دور في تنمّر دولة الاحتلال على عمان واستهدافها.
لا يمكن ان نستمر في سياسة (الايدي المكتوفة)، يجب ان لا نتأخر، وعلينا في البداية اعادة تقييم الموقف برمته، اين قصرنا، وما الذي اوصلنا لهذا الخبوت المكثف في اهميتنا.
داخليا، نحتاج الى انفتاح سياسي يساعد في تجاوز الازمة الاقتصادية، فمن السذاجة التفكير اكثر بتكميم الافواه، فواحدة من اثرى خياراتنا الرد على تجاهل الاقليم لنا من خلال انفتاح على المجتمع وتدشين نموذج قادر على مواجهة الضغوط.
الخطوة الاخرى أراها بضرورة توسيع بيكار المشاورات، واعادة انتاج النخبة الحاكمة، فما احوجنا الى «دواسي الظلمة» من الرجال، القادرين على الاحساس بالخطر، وابداع الحلول، والتفكير بشجاعة.
اما السياسة الخارجية، فهي الاهم في المراجعات، ولعل سؤال: لماذا نبقى في خندق الذين خذلونا؟ يجب طرحه بهدوء وايجابية وفاعلية وشجاعة.
هل نملك ترف الوقت حتى نتأخر عن تنويع خياراتنا، واتخاذ سلوك سياسي دبلوماسي يعيد لنا الاعتبار في المنطقة.
كلها اسئلة برسم الوطن وهويته ومستقبله، ومن يتأخر سيتحمل مسؤولية ذلك، ومن يحكم عليه ان يبادر ويتصرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى