لماذا تركت الحمار وحيدا / يوسف غيشان

لماذا تركت الحمار وحيدا
كان يا مكان … غابة يعيش فيها حمار وأسد وثعلب .
الأسد – كالعادة – ملك الغابة ، وكان جائعاً وكسولاً ، فقال لوزيره الأول ( الثعلب ) :
– يا ثعلوب المغضوب هات لي طعاماً ، وإلا اضطررت لأكلك !!
قال الثعلب : تأكلني ؟؟ لا… لا ، الحمار موجود سأجرجره لك حتى تأكله .
قال الأسد : طيّب ولا تتأخر عليّ .
ذهب الثعلب في زيارة مكوكية إلى الحمار .
قال له : يا حمارنا العزير ، إن الأسد ينوي التقاعد المبكر قبل تغيير القانون ، وهو يبحث عن ملك آخر للغابة ، فاذهب معي حتى تتقرب منه (علّها تزبط معك )!!
قال الحمار : هل أنت متأكد يا ثعلوب ؟
قال الثعلب : طبعا …طبعا !!
” أخذ الحمار يفكر بالمنصب الذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره ، وأخذ يبني شكل وهيئة مملكته وحاشيته من الأحلام الوردية التي حلّقت به في فضاء آخر ” .
طبعا وصل الحمار عند الأسد وقبل أن يتكلّم قفز الأسد وضربه على رأسه فقطع أذنيه ، ففر الحمار على الفور.
قال الأسد: يا ثعلب هات لي “الحمار” وإلا مصمصت عظامك ؟
قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة .
قال الأسد : أنا بانتظارك .. زي جورج وسّوف .
راح الثعلب للحمار مره ثانيه وقال له : صحيح إنك حمار ولا تفهم .. كيف تترك مجلس ملك الغابة وتضيع على نفسك هذا المنصب الكبير ، ألا تريد أن تصبح ملكاً ؟! قال الحمار : إلعب غيرها يا ثعلب .. تضحك عليّ وتقول أنه يريد أن ينصبني ملكا ، وهو في الواقع يريد أكلي .
قال الثعلب : ولك يا حمار ، هذا غير صحيح ، هو حقاً يريد أن ينصّبك ملكاً ..
– إذن ، بماذا تفسر ضربته على رأسي ، حتى طارت أذني ، ولم أعد أعرف كيف أضع النظارات ؟
– أنت غشيم يا حمار ، كيف ستتوّج وكيف سيركب التاج على رأسك ، كان يجب أن تطير أذناك حتى يركب التاج على رأسك يا حمار !!
قال الحمار : هه أع أع أع … صدقت يا ثعلب ، سأذهب معك إلى الأسد الطيّب !!.
رجع الحمار برفقة الثعلب إلى عرين الأسد مرّه ثانيه.
قال الحمار : أع أع أع يا أسد أنا آسف ، فلقد أسأت الظنّ بك !!
قال الأسد : بسيطة حصل خير .
قام الأسد من مكانه واقترب من الحمار ، ثم ضربه مرّة ثانيه على مؤخرته فقطع ذيل الحمار ، ففرّ الحمار مرة أخرى .
قال الثعلب : أتعبتني يا أسد !!!
قال الأسد “متذمراً” : هات لي الحمار وإلاّ أكلتك !!
رجع الثعلب للحمار وقال : ما مشكلتك يا حمار ؟قال الحمار : أنت كذاب وتضحك علي ، فقدت أذني ، ثم فقدت ذيلي ، وأنت ما تزال تدّعي بأنه ينوي أن ينصبني ملكا ، أنت نصّاب يا ثعلب !!.
قال الثعلب :
– يا حمار شغل عقلك ، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسي العرش وذيلك تحتك ؟
– لم أفكر في هذه ولم تخطر في بالي ..!!
– لهذا ارتأى الأسد ضرورة قطعه .
قال الحمار : أنت صادق يا ثعلب ، أرجوك خذني عنده لأعتذر منه ، حتى نرتب الأمور .
أخذ الثعلب الحمار معه إلى الأسد مرة ثالثة .
قال الحمار: أنا آسف يا أسد ، ومستعد لكلّ الذي تطلبه مني .
قال الأسد : لا تهتم هذه مجرّد اختلافات بسيطة في وجهات النظر.
قام الأسد وافترس الحمار من رقبته هذه المرّة ، والحمار يصيح ” أين أضع التاج..أين أضع التاج..أين أضع التاج ” …ثم لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة .
قال الأسد : يا ثعلب خذ اسلخ الحمار وأعطني المخ والرئة والكلى والكبد. قال الثعلب : طيب .
أكل الثعلب المخ ورجع ومعه الرئة والكلى والكبد .
قال الأسد : يا ثعلب أين المخ ؟
قال الثعلب : يا ملك الغابة لم أجد له مخاً!! .
قال الأسد : كيف ذلك ؟
قال الثعلب : لو كان للحمار مخ لم يكن رجع إليك بعد قطع أذنيه وذيله .
قال الأسد : صدقت يا ثعلوب فأنت خير صديق .
(مسروقة عن الإنترنت بتصرف)
من كتابي (لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى