لماذا أيد الأردن الضربة الأميركية ؟ / عمر عياصرة

لماذا أيد الأردن الضربة الأميركية ؟

لم يكن متوقعا ان يستدير الموقف الاردني من بشار الاسد بهذه السرعة، فقد ظننا للحظة في اثناء القمة العربية، ان عمان تحاول جاهدة اعادة تأهيل الرجل ونظامه ليعود مقبولا في النظام الرسمي العربي.
في اليومين الماضيين، تغيرت كل تلك الانطباعات، واظنها واحدة من نتائج زيارة الملك الاخيرة لواشنطن التي ساهمت بتعديل زوايا الرؤية الاردنية تجاه مزيد من التكيّف مع ادارة ترامب.
الملك استبق الضربة الاميركية بكلام مباشر في الواشنطن بوست قال فيه انه «لا يعتقد أن روسيا متمسكة ببقاء بشار، فالمنطق يقتضي بأن شخصاً ارتبط بسفك دماء شعبه من الأرجح أن يخرج من المشهد».
بعدها جاءت الضربة الاميركية لمطار الشعيرات -ولا ادري هل كنا على علم بذلك ام لا- ليطالعنا وزير الخارجية الصفدي بموقف اردني: «الرد كان ضروريًا ومناسبًا»، غادر فيه سياسة الحياد التي عشناها طوال الازمة السورية.
ما الذي تغير في موقفنا من الازمة السورية، وما هي حدود التغيير وحجمه، وهل انبثق التغيير من قناعات ام هو مجرد استجابة لاضطرارات فرضتها خياراتنا الضيقة.
كل ذلك سنلمسه اكثر بعد عودة الملك، وسنعاينه في سلوكنا القادم من تفصيلات المشهد السوري، مع اعتقادي ان على الاردن الحفاظ على مكتسباته التي حققها في الازمة السورية والتي ابرزها «التواصل التفهمي» مع روسيا والتبريد المعقول مع ايران.
خياراتنا ليست رحبة كما يعتقد بعض الجالسين على الاريكة، وقد نبرر لذلك بعض المواقف ونقبلها، لكنني قلق من حجم التماهي مع ادارة ترامب، فقد نستلطفه في المشهد السوري، وقد يؤلمنا في المشهد الفلسطيني، وقد يزجنا في خيارات مكافحة ارهاب لا نريدها، اننا مع الحذر ومع التأني الحيوي، ومع الوطن الذي نحبه ونتفهم حدود امكاناته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا داعي لتقديم مبررات لتأييد الاْردن للضربة الامريكية. فنحن منذ ٩٠ عاماً نقف دوماً مع أمريكا و بريطانيا في كل المواقف. نحن ملتزمون بمقولة انصر…….ظالماً او مظلوماً

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى