لكل زمان معادلة تواكب تغيره / أمجد شطناوي

لكل زمان معادلة تواكب تغيره
أمجد شطناوي

:
لقد بدأ الزمان مع المكان منذ كانت السموات والارض رتقا ففتقناهما وجعلنا من كل من كرم الله، بنعمة العقل حيا فاضلاً، بدأ الزمان ان جاز لنا التعبير بالجريان وبدأ معه المكان وكانت سنة الحياة بالتغير ففي كل لحظة من الزمن هنالك تغير يتمثل في المكان وعناصره أو ملحقاته ففي كل لحظة لم يعد المكان نفس المكان الذي قبله. ومن نافلة القول أن المكان وبعده الرابع الزمان وعناصره لا يعرف السكون مطلقا، بل الحركة الدائمة المتناغمة ضمن مبدأ الفعل ورد الفعل.
فهل من قائل معي أن العنصر الشاذ ضمن هذه المنظومة المتناغمة هو الانسان وذلك لامتلاكه ما يسمى بحرية الاختيار ضمن سلسلة من العمليات الذهنية المتاثر بعضها بانعكاسات البيئة المحيطة وهنا نقصد المكان وعناصره او ملحقاته.
فاذا كان الأمر كذلك ولا يحتمل السكون بل التناغم أحيانا والأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الجديدة الناتجه من جريان وتدفق الزمان هنا وبالتحديد نقصد الانسان صاحب حرية اتخاذ القرار .
هذا عن الانسان الفرد! وماذا عن الدولة صاحبة الشخصية الاعتبارية؟ والتي تحكم ضمن عقل جمعي شمولي حتى وان كان الحاكم دكتاتورا إلا أنه محاط ببطانة. فأنت أيها الانسان الفرد او الدولة عليك ان تواكب المتغيرات الجديدة وتاخذها بعين الاعتبار حتى تبقى على قيد الحياة وتتجنب السقوط او الانقراض .
أيها الانسان لا تقف ساكنا وجامدا تتغنى على الاطلال بامجاد غابرة فعليك التناغم مع المتغيرات الجديده فزمانك غير زمان من سبقك، فالمكان وملحقاته وعناصره لم تعد نفس المكان وملحقات الزمان العابر.
اما ما يتعلق بالدولة فهل تتغير قبل ان تصبح أثر بعد عين.
ومن منا ينسى أمثلة عديدة عن دول واكبت تغير الزمن ونجت مثل بريطانيا تعاملت مع الزمان بحكمة بالغة فبعد ان كانت تتربع على عرش العالم تنازلت عن العرش لأمريكا بمرونة عالية جدا وأصبحت تابعة لأمريكا بل واحد أدواتها وطبقت مبدأ تعظيم المكاسب وتصغير الخسائر بكفاءة عالية ولا غرابة في ذلك فهي تتربع عرش العالم في السياسة والديناميكا الحركسياسية إن جاز لنا التعبير.
ومثال على دول سكنت وعجلة الزمان تتحرك مثل الاتحاد السوفييتي فقد فشل لسببين مهمين سكن حيث توجب الحركة والسبب الثاني والمهم جدا أغفل محرك البشر وهو حب التملك والمال ولك ان تقارن الصين التي لها نفس النظام الاشتراكي للاتحاد السوفياتي إلا أنه اختار الحركة والتناغم مع الكون المتغير .
ألمانيا واليابان قصة أخرى فقد كانتا أسرع من الزمان،وهذا يشبه السكون فالسرعة تعني عدم التناغم مع عجلة الزمان فكانت الهلكة والخسران .
الفرس وروما حكاية لا يضبطها سبب كوني إن الله سبحانه وتعالى اختار الزمان والمكان والإنسان لتغير عجلة الإنسانية فهي خارجة عن نطاق الحساب البشري ومع ذلك، كان لهما طوق النجاة ان يقبلا بالإسلام ولهما ملكهما رفضا تكبرا وغرور القوى أمام بين قوسين ( من انتم ) فسحقا سحقا يليق بتكبرهما.
كما الدول كذلك الأفراد ولكم في محيطكم الكثير من الأمثلة ممن وضع نفسه في حالة سكون كسكون الأموات او كسكون من وضع نفسه بين أحضان الماضي يتغنى بمجد غابر ليحاجج الحاضر نقول له مكانك بين الأموات فأنت في حالة سكون أقرب للموت منه الحياة فالشخوص من تستهزء بهم كمثل من تتغنى بهم ولكن بطبعة محسنة او مطوره.
واكرر هنالك المزيد من الأمثلة الدالة على وجوب التناغم والحركة مع عجلة الزمان الا أننا
نسطر ما يلي :-
كل من يقف عكس عجلة الزمان ومتغيراته المتعلقة به أحمق وسيسحق .
الزمان والمكان وعناصره يتطلب المرونة ، وكذلك
مع الزمان الشخوص ومراكز القوى تتغير.
انه الزمان أيها الاحمق كالموت ان لم تتغير معه ستسحق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى