لسنا في قطر من دعاة الفتن ولكن سنتصدى لمروجيها

لسنا في قطر من دعاة الفتن ولكن سنتصدى لمروجيها
د . محمد المسفر
أستغرب ما ينشر هذه الأيام في صحافة المملكة العربية السعودية الشقيقة عن دولة قطر، استغرابي ينطلق من معرفتي الحقة بأن الصحافة في المملكة السعودية تتميز بحكمة ورزانة في معالجتها لأي أمر كان، لا تستعدي أحدا فردا كان أو دولة، تمس القضايا المطروحة في الساحة مس الكرام.. فماذا جرى على تلك المدرسة الصحفية العاقلة الرزينة رزانة ملوك وأمراء السعودية؟

(2)

الفتنة التي سلطت على دولة قطر وقادتها ونخبها السياسية والثقافية في الأسبوع الماضي عبر وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية لا سابقة لها في تاريخ الصحافة السعودية المتوازنة.

المسؤولون القطريون كذّبوا كل من نسب إلى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر من قول أو عمل. ومن قواعد مهنة الإعلام بكل وسائله أنه إذا نُسب خبر إلى فرد بصرف النظر عن مكانته وأصدر تكذيبا لذلك الخبر فإن وسائل الإعلام الناقلة للخبر تورد الخبر ونفيه من مصادره وتنهي القصة.. إذا من حق كاتب المقال أن يتهم وسائل الإعلام المنخرطة في ترديد الأكاذيب طبقا لهذه القاعدة بعدم المهنية، والسير بالمجتمع الخليجي إلى مالا تحمد عقباه.

مقالات ذات صلة

تلفزيون العربية وسكاي نيوز سارعا إلى استضافة رداحي الفتن في مصر ليروجوا الأكاذيب ويأتوا بأدلة على صحة تلك الأكاذيب، والأدلة ذاتها أدلة كاذبة. على سبيل المثال بعد أن علم الرداحون في تلك المحطتين والصحافة المقروءة بأن بضاعتهم حول خطاب أمير قطر وما جاء فيه نقلا عن ألسنتهم.. جاء بنتيجة عكسية أي عدم تصديقها من الرأي العام بدليل ما تناولته وسائل الاتصال الاجتماعي. قاموا باختراع أكذوبة أخرى وأخذوا يرددونها كأنها حقائق. مؤدى تلك الأكذوبة تقول إن وزير الخارجية القطري الشيخ عبد الرحمن آل ثاني زار بغداد في الأسبوع الماضي، واجتمع برئيس الوزراء العبادي وسلمه رسالة من أمير البلاد المفدى، وهذا خبر صحيح، لكن وسائل الإعلام المعني بالمقابلة الرسمية راحوا يروجون أكذوبة جديدة مفادها أن وزير الخارجية القطري سافر إلى بغداد للاجتماع بالسيد سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في العراق، وصدر في قطر ما يكذب ذلك الاجتماع بسليماني، إلا أنهم مصرون على حدوث ذلك اللقاء مع المذكور وسيستمرون في استهلاك هذا الخبر إلى أن يختلقوا خبرا آخر غيره، وهكذا يسير إعلام الأزمات ومروجو الأكاذيب إلى نهاية التمويل النقدي.

(3 )

الإعلام المعني، إعلام الفتنة، نقل خبرا مؤداه أن أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني اتصل بالرئيس الإيراني يهنئه في فوزه في الانتخابات الإيرانية، وما العيب في هذا؟ أمير الكويت هنأ الرئيس روحاني على إعادة انتخابه، وكذلك عمان والإمارات وكل هذه الدول تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران وسفاراتهم ما انفكت تمارس أعمالها في طهران، إلا السعودية والبحرين فقطعت العلاقات مع إيران على إثر العدوان على السفارة السعودية. العلاقات الإماراتية الإيرانية أقوى وأعظم من علاقة قطر بطهران وليس من حقنا الاعتراض على ذلك. نشرت آخر إحصائية لوزارة التجارة الإيرانية أن في الإمارات 50 ألف شركة تجارية تعمل لصالح إيران، وتعود ملكيتها إلى الحرس الثوري الإيراني، وأن هناك 200 رحلة طيران أسبوعيا أي 29 رحلة يوميا بين إيران والإمارات (الخليج 21 في 29 /5 / 2017 ) وفوق هذا، الجزر الإماراتية ما برحت محتلة من قبل إيران، وقطر متضامنة مع دولة الإمارات لاسترجاع الجزر المحتلة، فأيهما أقرب إلى طهران؟

يقول الدكتور الزلفي وغيره إن “قطر مخالفة لمجلس التعاون” يا سادة، دولة قطر مع التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وجنودها على الحدود السعودية اليمنية وسقط منهم شهداء دفاعا عن المملكة. قطر عضو في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي دعت إليه السعودية، وتم الإجماع بين الدول الأعضاء أن تكون قيادة هذا التحالف للمملكة السعودية الذي أعلن في 15 / 12 / 2015 . قطر مع الإجماع الخليجي في أي مناسبة كانت، فلماذا تضليل المواطن الخليجي بمعلومات ليست صحيحة؟

تناقلت بعض الصحف في كل من السعودية والإمارات أن أمير قطر اتصل هاتفيا بالرئيس الإيراني حسن روحاني وتباحثا في الشأن الخليجي والإرهاب، والحقيقة أن الرئيس الإيراني هو المتصل وذلك نقلا عن وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بتاريخ 27 /5 الحالي، فلماذا لا يأخذ المروجون للباطل الأخبار من مصادرها وأعني هنا إن أردت أن تذكر أمير قطر فأخبار المسؤولين القطريين واتصالاتهم يكون مصدرها وكالة الأنباء القطرية وليس وكالة أخرى، وهنا سقطة أخرى لإعلام الأزمات.

آخر القول: نريد العقلاء وأهل العلم والقلم في دول مجلس التعاون أن يسخروا قدراتهم ومهاراتهم لخلق بيئة نظيفة وأن لا ننصاع لأهواء وأمزجة تبحث عن مصالحها الذاتية، تعالوا نحافظ على وحدتنا وننبذ الشائعات والتحزب لفريق ضد آخر والله مع الذين أحسنوا عملا.

الشرق القطرية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى