لا أُحِسنُ الرثاءٓ يا أبي ! / رابعة مصطفى المومني

لا أُحِسنُ الرثاءٓ يا أبي !

( في ذكرى رحيله اليوم … رحم الله المعلم والشاعر ):

يعيشُ المــــوتُ في الكفنِ الرهيــــبِ
يواري الجســــمَ من شابٍ وشـــــيبِ

جَــــــسورٌ قوتُـهُ الأرواحُ دومــــــــا
ويشــــــربُ ماءَ عَـبْراتٍ سكيــــــبِ

يثيرُ الوجــــــدَ والأحــزانَ صبــــرًا
ويُذكــــــي جــذوةَ الشــوقِ اللهيـــبِ

نهـــــــارُ الحـلمِ يبـــدو في شـــــروقٍ
وليلُ المـــــجدِ يخــــبو بالــــغروبِ

كمـــا يحنـــو القريبُ علـى بعـــيدٍ
فهل يــحنو البعــيدُ على القريــبِ؟؟

فواأبتــــــاهُ قد نــاداكَ بٓيْــــــــــــنٌ
فلـــــم تسمـــــعْ لابنٍ أو طبيــــــبِ

ففي ذكـــراكَ تصطــدمُ الحكـــــايا
ببؤسِ الــــروحِ والقلـــبِ الكَريــبِ

غرســـــتَ لنا بذورَ العـلمِ يومـــــًا
لكـــــي نغــدو بعيـشٍ مستطـــــيبِ

وكنــــــتَ تحفِّـــزُ الإبـــــداعَ دومًا
هو التشجيــعُ مفتـــــاحُ الأديـــــبِ

فيا قمــــرا أفلتَ بلا سطـــوعٍ
ويا شمــــسا تُبكِّــــرُ بالمغـــــــيبِ

فــذي نفســـي تشاهدُ في المرايـــا
بقايا الذكرِ فـــي القلبِ الوجيـــــبِ

وذي أمــــي أطـــالَ اللهُ عــــــمرا
تُجِلُّ الحمــــدَ في موتِ النقيـــــبِ

فكنتَ مثالٓـنا عدلاً ســـــخيَّاً
ضَننتَ لنــا بصوتٍ أو دبيـــــــبِ

صرختُ وكـــلُّ أرجائـي تنـــادي
فأينَ العــزمُ قل لــــي يـا حبيــــــبي

أجابَ توجُّعي كفـــنٌ طهـــــــورٌ
فغصَّ بصـوتهِ السـاهـي الكئـــيبِ

سيذهبُ للكُرى والموتُ حـــــــقٌّ
بحشدٍ مرجــــفٍ وجِـــمٍ مَهيــــبِ

فليت العمرَ مشـــريٌّ مُبــــــاعٌ
لكنتُ فـداك في اليومِ العصيــــبِ

فليتَ القبــرَ يأتينـــــي سِراعـــــا
فألثـــمُ فيهِ محـــــراب التريــــب

وليت يديَّ قد لمســـت جبيـــــــنا
ومن فَـودٍ نزعتُ جـوى السَّبـيـبِ

فقد تذرو الرياحُ أســـى السنـــينِ
إذا ما دمــتَ تبقى فـي القلــــوبِ

فهــل للقـــــبرِ جــــدرانٌ حنـــونٌ
تضمُّ العظــمَ فـي لطـفٍ وطــيبِ

قضــاءُ اللهِ لا نرجـــو التــــوانـي
فحـمدًا عابقــاً برضـى الحبيـــب

جزاكــمْ خيــرَ آياتِ المثاني
لمن رحلوا … تمادَوا في المغيبِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى