لا أرى ضوءا..ولكن! / يوسف غيشان

لا أرى ضوءا ..ولكن!

لا أرى ضوءا في نهاية النفق، سواد ناصع من حولنا، لكن ذلك لا يعني اطلاقا ان القضية انتهت، وأن المزاد الدولي رسى على الإسرائيليين ومن والاهم من عرب الردة.
لصوص التاريخ الذين سرقوا قارة من شعب مسالم، وما زالوا يحتفلون بعيد الشكر…. شكر الشياطين التي علمتهم أن يأكلوا الديك الرومي ومن علمهم صيده معا، ويطبخونهما في ذات القدر..هؤلاء لا يحق لهم تقرير مصير شعب ثابت في ارضه ، ثبات الأرض ذاتها.
القدس، هذه المدينة الحائرة بين السماء والأرض، هذه الأرض المعجونة بدماء الغزاة على مر التاريخ والجغرافيا، ما يزال في مساماتها فراغات لدماء غزاة جدد يحاولون سرقة هويتها وتاريخها، بذريعة ادعاءات تاريخية حمقاء، تجعل من ربهم مديرا لدائرة الأرض يوزع قواشينها عليهم، مكافأة لهم على معاصيهم التي لا تنتهي لا لتبدأ من جديد.
فلسطين ..القضية، هي الوحيدة التي لم تنته، منذ بدايات القرن المنصرم ، حتى آخر رصاصة غادرة تنغرز في عنق طفل فلسطيني، يقاوم العدو بكل ما أوتي من شجاعة، وقلب لا يعرف سوى فلسطين بوصلة للحياة.
لا انوي تعداد الملفات التي تم اغلاقها في العالم ،على مدى المئة عام السابقة، لكن ملف فلسطين لم يغلق قط، وما يزال الجرح نازفا، رغم الخيانات، ورغم اولئك الذين حاولوا تغطيته بقماش المفاوضات والاتفاقات، حتى يلتهب ويموت الجسد. بقي الجسد ملتهبا بالثورة وحب الحياة..وما يزال.
لا أرى ضوءا في نهاية النفق؛ لكني أرى شعبا، لم يعد يراهن الا على نفسه، وجداره الأخير هو التوحد معا في مواجهة عدو لا يتقن الا لغة البندقية.
لا ارى ضوءا في نهاية النفق؛ لكني أرى طائر الفينيق الفلسطيني ينفض رماد حرائقه، ويخرج من فوهة النفق اكثر قوة وشبابا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى