لأنه الاردن…ولأنها نكِره / عاهد الدحدل العظامات

لأنه الاردن …ولأنها نكِره

لا يعني أننا غضبنا على دور الدولة في التعامل مع حادثة السفارة وخضوعِها في السماح للمجرم الذي قتل إثنان من مواطنيها في عُقر دارها دون أن يأخذ جزاء فعلته أننا ضد الوطن ومتشمتين
فيه؛ أبداً لا يعني شعورنا بالذُل والمهانة والضعف وإستقواء إسرائيل وضعفنا أمامها أن الاردن بات في عيوننا لا قيمة ولا قرارا له ولم يعد بإستطاعته الوقوف في وجه أعدائه والدفاع
عن الأرض ومن عليها. ولأننا لم نعدت على مثل هذه المواقف ولم نرضخ على مر الزمان لأحد ولأننا أصحاب كلمة يُنصت لسماعها العالم كله ولأن الخصم لم تكن دولة بعينها حتى نقول أن الحياة
ربح وخسارة ويوم لك ويوم عليك, فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت ولم نعد نحتمل مرارة الموقف الذي وضعتمونا فيه؛ ولا ينكر أحد حتى المُمجدين بموقف الحكومة لا أظن أنهم ينكرون قساوة الموقف والشعور
الذي إنتابنا والحرقة التي إشتعلت في قلوبنا والدمعة التي إن لم تنزل فقط إستقرت في عيوننا, كل ذلك لماذا…ليس لأننا خسرنا وإنما لأن الخصم الذي إستباح دمنا وهو على أرضنا ومن ثم أشعرنا بالذُل
وهو يُستقبل كالبطل كان إسرائيليا وأذنابه من ليس لهم دولة هم الصهاينة عالةُ الزمان وثقل العالم الذين لولا لم يجدوا في هذه الامة أرضاً لا صاحب لها ولا سآئل عنها لكانوا الآن مُشردين جاعيين قذرين ينتظرون
المعونة منا ولكان رئيسهم هذا الذي يفرض رأيه علينا ويُحقق مطلبه في يوماً وليلة يبحث في نفاياتنا عن ما يتسممه, ولكن بصمتنا ثبتنا جذوره وبسمعنا وطاعتنا فرعناهُ وسلمناهُ رقابنا وزمام قراراتنا.

ما زلنا في صدمة من موقف الاردن حيال حادثة السفارة وسماحها للمجرم القاتل الصهيوني بمغادرة الاردن بهذه السرعة وحتى قبل أن يُدفن أبنائنا ممن اُريقت دمائهم دون وجه حق وبتصرف يدل
على إجرام هؤلاء وكراهيتهم للمواطن العربي وكأن هذا المواطن العربي يقطن ديارهم ومغتصِباً لأعراضهم وهو لا يعلم بذلك, فالجميع كان يتمنى أن يسود العدل هذه الحادثة وينال المعتدي عقابه ويُحكم بمثل ما حوكم به
إبن الوطن معارك أبو تايه وليس ذلك الصهيوني بأفضل منه لكي لا يُعامل معاملة المجرم الذي إعتدى على مواطنيين بأرضهم

لأننا اردنيين لم نرضى الظلم والمذلة في الداخل حتى نرضاها من حثالة الشعوب وعالة الزمان وثقل العالم هؤلاء الذين لا أصل ولا فصل ولا دين ولا وطن لهم فحتى اسم ما تُسمى بدولتهم مقرف عدا عن أسمائهم المقززة التي
لو سمعتها كلاب هذه الامة لإستفرغت من قرفها, أشكالهم مُخيفه وكأنهم قردة قلوبهم ضعيفة وكأنهم قططاً حتى أن جنديهم الذي يحمل السلاح يخاف من الحجر التي تحمله اليد الفلسطينية؛ فكيف لا تريدوننا أن لا نغضب ولا نزعج ولا حتى نُقهر
كلما إستفزونا بتصريح تارة وفرض رأيهم وتحقيق مطلبهم تارةً اُخرى؛ عدا عن النتن ياهو الذي لا يستحي على حاله ولا يخجل من نفسه على ما قام به عندما إستقبل المجرم إستقبال البطل وكأنه يقول لنا وللعالم أنه كسر شوكتنا بما إرتكبه حثالته.

لأننا اردنيين نريد أن يكون لدولتنا قراراً سيادياً مُحصناً من كل التدخلات والتأثيرات الخارجية مهما كان أصحابها؛ أيضاً نريد حكومة قوية قادرة بكل جدارة على التعامل مع مثل هذه الأزمات والإشكاليات واضعة نُصب أعينها الوطن وحق المواطن وكرامته قبل كل شي,
أيضاً نريد مجلس نواباً مسانداً للشعب خصوصاً في مثل هذه الأحداث لا أن يصمت لما بعد مُضيها ومن ثم يخرج ليعرض عضلاته ويُشبعنا بالمهاترات والصراخ والمطالبات؛ ولا ننسى الإعلام ودوره الهام في مثل هذه الأوقات وتحديدا الرسمي الذي لا نعلم
لماذا لم يكن فعالاً خلال الإيام الماضية مع الحادثة ومجارياً لتطوراتها.

الشعب مع الوطن إن كان الوطن معه, ولأننا نريد من وطننا الاردن أن يبقى رقماً صعباً ذا سيادة وكلمة وموقف, ولأننا اردنيين أسيادُ شعوب الارض فلا تضعونا والوطن في مثل هذه المواقف مرةٍ ثانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى