كُل ذهب واسكت / رائد عبدالرحمن حجازي

كُل ذهب واسكت
قد يكون العنوان غريباً بعض الشيء ولكن إذا عُرف السبب بطُلَ العجب . راجت مؤخراً منافسة بين الشركات المنتجة للشوكلاتة الفاخرة لدرجة أن وصلوا لتغطية حبات الشوكلاتة بورق الذهب , ليصل سعر حبة الشوكلاتة في بعض الحالات لحوالي 20 ألف دينار أردني . نعم يا سادة ( 20.000 دينار ) هذا سعر حبة الشوكلاتة المُذهبة .
من الطبيعي أن يكون أصحاب هذا الذوق الذهبي الرفيع من طبقة ألأثرياء . كيف لا وهناك مواصفات خاصة لحبة الشوكلاتة الذهبية وأهمها أن يكون ورق الذهب المستخدم عالي الجودة أي من عيار 24 . وقد يتسائل البعض هل هناك ضرر على الجسم في حال دخول هذه الغرامات الذهبية لداخله ؟ فأجاب أهل العلم بالنفي كون الذهب عنصر خامل ولا يتفاعل مع شيء داخل جسم .
المضحك والمحزن بنفس الوقت بأن ورق الذهب ليس له مذاق خاص ويتم التخلص منه عن طريق الفضلات الصلبة . يعني بطلع مثل ما فات وليس له أي فائدة تُذكر سوى التباهي بين الأثرياء في أكل الذهب . لذلك خطرت ببالي فكرة بأن يُجمع أثرياء العالم من مُحبي أكل الشوكلاتة الذهبية في مبنى ترفيهي خاص , وجمع نفاياتهم الصلبة لإعادة تدويرها واستخلاص غرامات الذهب منها .
ناهيكم عن جلساتهم التي ستكون ذهبية بامتياز, مثلاً عندما يلتقوا ويسأل بعضهم البعض : شلونك يا فُلان ؟ فيُجيب فُلان وخصوصاً إن كان في حالة ملل ومزاج عصبي فيجيب : مليح زي الذهب . وإن كان السؤال : شو أكلت اليوم ؟ يكون الجواب : أكلت ذهب . وإن كان السؤال : شلون عيشتك ؟ فيكون الجواب : عيشتي ذهب . وإن كان السؤال : شلون صحتك ؟ يكون الجواب : زي الذهب وأذهب من هيك ما فيش . وللأمانة جميع الإجابات ستكون ( ذهب وعيار 24 كمان ) . تخيلوا لو تصير هالسولافة ببلاد ضريبستان لكان أول شيء سيتم تغيره هو ارتفاع جنوني بقيمة الضرائب على صهاريج الذهب .
رائد عبدالرحمن حجازي
لمشاهدة المقطع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى