كيف يمتطي الصهاينة من يعاديهم / يوسف غيشان

كيف يمتطي الصهاينة من يعاديهم

الاثنين الأغبر..أقصد الماضي، حيث اجتمع رواد اليمين الأمريكي من اتباع ترامب للإحتفال بنقل السفارة الأمريكية الى القدس. لا أنوي مناقشة هذا الموضوع، فشجبه وبهدلته والسباب على ترامب وشاكلته لن تفيد أحدا، وما هي الا محاولة تفريغ نفسي للشحنات، وينتهي بعدها كل شئ.
أتحدث هنا عن موضوع آخر، وهو احد اتجاهات المذهب الإنجيلي البروستانتي في الكنيسة الأمريكية…. وهو اتجاه معاد لليهود، ويحمّلهم دم المسيح، ويعتقد بأن قيام دولة لليهود في فلسطين هو إلإشارة الأخيرة لقدوم المسيح مرة أخرى، حيث سيؤمن اليهود برسالة المسيح، (أو سيقتلون ويتم القاؤهم في النار)…نقطة ..سطر جديد.
المدهش في الأمر، أن الصهاينة(وهم علمانيون بالمناسبة ولا يؤمنون بالوعد الإلهي) تنبهوا من بدايات القرن المنصرم الى مدى انتشار هذا التيار، لكنهم لم يحاربوه، بل احتووه.
احتوى اليهود هذا التيار ودعموه، وقالوا لأتباعه..إننا نوافق تماما على ما تقولون..اذا ساعدتمونا على اقامة الدولة اليهودية، فإننا سننتظر قدوم المسيح ليحكم بيننا…….وتمت رعاية تيار اليمين الإنجيلي هذا –ماديا ومعنويا من ذلك الزمان، حتى استولى هذا اليمين على الحكم بقيادة ترامب.
وفي هذا الزمان، ويوم الإثنين الماضي، شارك إثنان من كهنة هذا التيار في احتفال نقل السفارة، لا بل وقع الاختيار على الكاهن روبرت (احدهما) لتلاوة الصلوات الافتتاحية في حفل السفارة. أما جون هاغي، أحد أبرز الوعاظ الأميركيين الذين يتناولون مسألة نهاية العالم، فقد قال ذات مرةٍ، إنَّ هتلر مُرسَلٌ من الرب لدفع اليهود إلى العودة إلى وطن أجدادهم) فقد وقع عليه الاختيار هو الآخر لتلاوة المباركة الختامية.
لاحظوا كيف يستغل الصهاينة، حتى الأعداء التاريخيين لهم، ويحولونهم الى ادوات طيّعة لخدمتهم…… بينما نحن ما يزال يقتل بعضنا بعضا على خلافات سياسية حصلت قبل قرون، ويخوّن بعضنا بعضا من دون مبرر..وكل واحد منا يعتقد بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة .. والآخرون على ضلال مبين.
هم يحولون اعداءهم الى اصدقاء ويمتطونهم.
ونحن نحول أصدقاءنا الى أعداء، فيمتطينا الصهاينة.
تلولحي يا دالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى