كيف تحول ناصر القصبي إلى ظاهرة يومية لدى السعوديين؟

سواليف

ناصر القصبي هو الفنان الوحيد الذي لا يغيب عن الناس رغم أنه يقدم عملاً درامياً واحداً في العام، نجده ينتقل من الشاشة إلى الهواتف النقالة مروراً بحسابات التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصال مثل “الواتساب” سريعاً، مقاطع الفيديو الخاصة به عادة ما تستخدم إما للتعبير بسخرية من حدث ما أو في سياق نقدي لظاهرة اجتماعية أو حتى محاكاة لبعض ما يدور على الصعيد الرياضي والثقافي.
وتحول القصبي بشخصياته المختلفة إلى ظاهرة تشارك السعوديين يومياتهم، ويعبر في أحيان عن ردة فعلهم، مثل فاكهة لذيذة طريفة يلتهمها السعوديون دون خشية من كوليسترول أو ارتفاع السكر. ومقاطع ناصر القصبي القصيرة مستقاة من أعماله الكوميدية على رأسها التجربة الأهم ” طاش ما طاش”، ثم مسلسل “عيال قريّة” وبرنامج المسابقات “آراب غوت تالنت”.

ولعل وفرة المحتوى للفنان ناصر القصبي على موقع يوتيوب، وحب الناس لشخصياته هو الدافع الذي جعله الهدف الأول للمهتمين بـ”مونتاج” هذه الفيديوهات التي يستغرق فيها العمل ساعات، بحسب أحد الشباب المهتمين بصناعة هذا المحتوى.
تركيب المقاطع فن
الخبير في صناعة الأفلام القصيرة والمهتم بدراسة الشخصيات المخرج السينمائي عمر العميري، أكد في حديثه لـ”العربية.نت” أن صناعة المقاطع المضحكة تحتاج لعدة خطوات، أهمها الفكرة المتفردة، ومن ثم البحث عن التعليق الساخر الذي يتواءم مع المقطع الرئيسي، وقال: “مثلاً عندما أريد انتقاد قصيدة فإنه من الأفضل أن أبحث عن قصيدة مكسرة أو ركيكة وأربطها بالقصيدة الأساسية، وهذا يحتاج إلى ترابط في الصورة الذهنية”، الأمر الآخر الذي شدد عليه ألا يكون وقت الفيديو طويلاً حتى لا يفقد عنصر المفاجأة على حد وصفه، كي لا يصاب المتابع بالملل أو التشتيت، لافتاً إلى أن ناصر القصبي كممثل لديه ثراء وتنوع في الشخصيات، وعندما يفكر صانع الفيديو المحلي في الكوميديا فإن عقله الباطن يتجه إلى القصبي لاشعورياً للصورة الذهنية المخزنة لديه مسبقاً، ونظراً لأن هذه المقاطع مستمدة من أعمال محلية سبق عرضها ولا تحتوي على ألفاظ أو مشاهد خادشة بحسب ما ذهب إليه.
ونوه بأن وسائل التقنية الحديثة أتاحت فرص الإبداع والخيال والابتكار، مقترحاً أن تكون هناك جمعية سعودية تهتم بناشري المحتوى على يوتيوب، خاصة أن السعودية من أعلى دول العالم متابعة ليوتيوب، على حد قوله.

لماذا القصبي دون غيره؟
وقال العامري: “عند الطلب من محرك البحث في يوتيوب إظهار النتائج عن “ناصر القصبي”، فإنه يوافيك بمقاطع لا بد أن تحتوي على عبارات تحثك على “الوناسة” وسعة الصدر مثل “مضحك”، “ضحك” و”أجمل مقاطع″، وهذه العبارات تستخدم كدليل للباحث عن الابتسامة وتحقق مشاهدات عالية.
وعند سؤاله عن السبب في انتشار مقاطع ناصر القصبي دون غيره من الممثلين رغم توفر المحتوى الخاص بهم في يوتيوب، رد العامري موضحاً: “في زمن التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد تمر صناعة النكتة المتلفزة بمأزق حقيقي، حيث لم يعد الممثل قادراً على تصدير دعابة تكون قريبة من الناس وتتداول على نقاط واسع بينهم، ونجد الفنانين يستوردون النكتة من الشارع ويعيدون تصديرها إليه بعد الاستماتة في إضفاء مهاراتهم الحركية عليها”. وتابع: “ما زال ناصر القصبي هو من الممثلين إن لم يكن الوحيد القادر على صناعة كوميديا محببة للنفس قريبة من المشاهدين وتحظى بالانتشار، والأهم من ذلك أنه يقدم كوميديا متجددة وليست مستهلكة، وعند محاولة تفكيك شخصياته نجدها منتقاة بعناية، وتملك كل شخصية مساحة واسعة وخيالا تتحرك به، لذا نجد مقاطع شخصياته إما على هيئة مشهد قصير أو تعليق ساخر تنتشر في جوالات السعوديين بسرعة”.
ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على الدراما، بل نجد لقطات من حواراته التلفزيونية توظف في سياق طريف، مستشهداً بمقاطع من ظهوره الأخير في برنامج “الشريان” الذي عرض على شاشة الـ”إم بي سي” في رمضان الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى