كم انت كبير يا ابو العبد / محمود ذيابات

كم انت كبير يا ابو العبد

في إحدى الأزمان الغابرة كانت بعض الأمم تخضع إلى ما يسمى العبودية ، والعمل بما يسمى “السخرة” ، بحيث كانت الأقوام تقوم وتهم بالعمل من دون أيما راتب من الدولة التي تأويها ،ولكن بالمقابل كان لدى العبيد الكثير من المتطلبات الأساسية التي من أجلها يجب على تلك الدول والنظام تأمين كافة ما يحتاجه هذا العبد المسخر من أجل أن يقوم بعمله بأكمل وجه ، وكان يؤمن له المسكن والمأكل والمشرب والعناية الطبية ولا يحتاج إلى أي شئ حتى أطفاله يجدون ما يأويهم بعد وفاته ، ولكن بشرط عدم الرفاهية …
اليوم ابو العبد شغال ليل نهار ، براتب أو ما يسمى معاش، إن عاش ليكفي قوت يومه و بنص الشهر بسلم أمره للقدر بعد ما خلص راتبه من أجار البيت وأغراض البيت من مؤونه شبه شهرية أو نصف شهرية ،وكمان قسط الأولاد في المدارس ومصروفهم والجامعات العامة والخاصة وملابس وسداد ديون الدكان اللي بجنبهم ،بسد مبلغ وبوخذ ضعفه ،وكمان في أكمن مناسبة في الشهر ،أهمل مناسبة بدها عشر نيرات ،يا حبيبي إذا في نتائج توجيهي ، بصير يدعي من الله أنه كل قرايبه وجيرانه يسقطوا أو ينجحوا بالتقسيط المريح ، غير الأعراس والخلفات ، جارتهم كل سنة بتبُز ولد وممكن إثنين يلحقوا بنفس السنة ، وكمان عنده سيارة موديل الثمانينات قسطها بعده شغال من يوم ما توظف المسكين ، وبنزينها بتعبى بلترات معدودة وكل يوم سبت بالمدينة الصناعية ، وبس يروح المسكين بتلقى الصدمة تلو الأخرى بتستقبله أم العبد ومش طابخة اليوم لأنه جرة الغاز اللي بالمطبخ فضيت واللي عند الأولاد قربت تخلص ، روح بدل الجرة وبالله عليك بطريقك جيبلنا أكل جاهز إن شاء الله لو بنيرتين ، الصبح بس يطلع عالدوام وبعد ما يداوم بوخذ مغادرة علشان يروح يدفع فاتورة الكهرباء تبعت الشهر الماضي والمي منأجلها شوي ، ابو العبد حشيش دخان كل يوم بصلخ ثلاث باكيتات والرابع ميبي اه وميبي لأ ،المليح فيه أنه دخانه رخيص أبو الدينار ، القرد اللي شامطه أبنه الكبير اللي بقره بالجامعة طونهاره بالكوفيشوبات عالطلعة والعبرة بده خمس نيرات كل يوم ، المسكينة مرته إلها من ثلثطعشر سنة بتحاول تشتري جلباب جديد لأنها زهقت من العبي المستعملة اللي بتشري كل سنتين واحد ،مع إنها خياطة عالبركة يعني شغل تقصير وتضييق وتصغير نمرة ،وهالمصاري اللي يتطلعهن ياالله يغطن الجمعية المشتركة فيها لتغطي فيهن شوية من أقساط الجامعات .
قبل أكمن سنة ابو علي صحي من النوم لقى الناس بتلعب بالمصاري لعب ،قعد يسأل هون وهون من وين الناس بتجيب القروش ، فبعد ما سأل عرف أنه المصاري من ورى البورصة ، وقرر بعد مليون تفكير ومشاورات مع المسخمطة مرته بأنه يبيع دونم الأرض اللي تورثه من حياة أبوه وكان يسوى خمستالاف دينار هضاك الوقت وقعد ثلثتشهر لحتى باعها بأربعتالاف وخمسمية نيرة ، وبس قبض بوجهه دايركت راح عمكتب البورصة ولقى الناس طوابير ،وقال أجاك الفرج يا ابو الفرج ، قعد عالدور لحتى لحق دوره ،وكانت المزيونة قاعدة ورا الكاونتر بتحش حش بهالمصاري ، مش داري من وين أجاه الوحي والله هداه أنه يخلي الخمسمية بجيبته ويحط اربعتالاف بالبورصة ، هضول الخمسمية مقسمات من يوم ما اتجوز ورايحات بحال سبيلهن ، لأنه من يوم ما خلف الأولاد ما عقق لأي واحد منهم ، فأجت الفرصة بأنه يشتري خروفين ويعققهم وبضل معه إطراف المية دينار بتبغدد فيهم وبس تبلش المرابح تيجي منعقق للباقيين ، وهون بتبلش الأحلام مع أخونا ،يوم بده يغير السيارة بسيارة موديل سنتها ويوم بده يغير عفش البيت ،ويوم بده يشتري قطعة أرض جديدة بدل اللي باعها ويبني عليها بيت مستقل ، ويوم بده يغير “جزء من النص مفقود” ، ويوم ويوم ويوم لحتى أجى هضاك اليوم راح أبو العبد وكان قبليها بأكمن يوم سامع شوية حكي أنه البورصة بلشت تخرب وتنهار بس المسكين إقنع حاله بأنه أحد الشركات صاحبها نصاب وقبع بالمصاري والشركة اللي حاط فيها شغلها قانوني ومية بالمية وما عليها حكي والمزيونة بتشتغل عندهم وشغلتهم متكتكة ونظامية ولا كيف لعاد ، راح عليهم آخر الشهر ،بس وصل شاف الناس متجمهرة عالأبواب وباب الشركة مسكر ،ابو العبد قبعت معه… أبو العبد مالك …ابو العبد وحد الله …. ابو العبد إصحى … ابو العبد صحي بالمستشفى بعد ما فقد وعية وشالوه لهناك بعد ما إرتفع الضغط معه ،،،، بعد يومين طلع من المستشفى ، وبالدار فتحوا بيت عزا ،أم العبد المسكينة طونهارها تطبطب عليه وتراضي فيه، وتقله “والله دخلتك عالبيت بتسوى مصاري الدنيا كلها ، الله يقطع المصاري اللي بدها تخليني أشوفك مدهوch” ….. أبو العبد ندم كل الندم على كل شي سواه وفكر فيه ،ولعن اليوم اللي صدق فيه جارهم اللي نصحة أنه يحط مصاريه بالبورصة ،مهو النجس إبن النجس مش حاط ولا قرش طلع ، لأنه الخبيث عنده خبرة بهالسوالف لأنه عرف من جاره الثاني أنه كاين يقله إذا المرابح الشهرية اللي وصلت ثلثين بالمية ،على هالسحبة كل مصاري العالم رح تصفي بالأردن وكل العالم رايح يشتغلوا تحت رجلين الأردنيين ،،، هالقواد بعرفه بكرهني كره العمى ،والله لا يوفقه هالحسود بس بده إياني أبلع الخازوق مع هلي تخوزقوا … أبو العبد بعد هالسولافة قرر أنه يكون حريص كل الحرص وما يصدق حدا بعد اليوم وبلش يقتصد بالمصروف شوي ، وقرر أنه يرد الجميل لمرته لو بعد حين لوقفتها بجنبه بعد هالصرصعة اللي صارت ولتحملها العبئ لزائد من قرف هالعيلة وتعبها بتحمل بعض التعب من الخياطة ..
يوم من الأيام هالكرنيب أبنه الكبير طالع بالسيارة لعند شلة الهمل صحابه وبالطريق دهس واحد من هالبشر ، بس ولله الحمد الجماعة ما قصروا وطلعوا أكابر وتنازلوا عن حقهم لأنه أبنه طلع فيه شوية زوق وكاين مسعف الزلم عالمستشفى ، وإبن الأصول المحترم إبن المحترم ما أخذه على مستشفى حكومي ،الله يكبر واجبه إبن فرير وداه عمستشفى خاص ،علشان ما يقولوا عليه قليل أصل “ولك بس هالمرة خليك قليل أصل ” وطلعت الفاتورة للطوارئ وبدل مبيت يوم واحد خمسمية وأربع وثلاثين دينار ، اللي ستر علينا أنه بنت الأكابر أم العبد كانت مستلمة الجمعية قبل أكمن يوم علشان تمشي بأقساط الجامعة وعلشان تحقق أمنيتها علشان تشتري جلباب جديد ، بس الله يلعنه الهامل بخرب كل شي ، وثاني يوم أخذت الجماعة قرايبنا وأكمن واحد من صحابي وأخذنا أكمن بكسة فواكه للجماعة واللي أخذت حقهم من توالي الجمعية وإعملنا زيارة للمريض اللي ما قصروا ورحبوا فينا أحلى ترحيب وكرم الضيافة المعروفة عن الأردنيين . إتخرج العبد من الجامعة بطلوع الروح ،وبعد ما إتخرج صار يشتغل بأحد المولات ، وصار يطقطق مع الدار شوي، وبعد أكمن شهر طخت براس الولد الجيزة ، لأنه كان واعد البنت اللي بحبها بالجامعة أنهم يتجوزوا مباشرة بعد ما يشتغل ، هالهامل بفكر حاله استلم كرسي من كراسي الوزارة لحتى بهالسرعة يتجوز ،بفكر الجيزه بهالسهولة ، مهو الحق مش عليه الحق علي أعطاه وجه من أوله ، ولك أصبر شوي لحتى نفرح شوي براتبك ،فرج علينا يا ابن الحلال ، على كل حال اللي طفى النار شوي أنه اللي بده يتجوزها رح تتوظف وترقع شوي من المر اللي أكلته بحياتي ، وما بتمناله إلا كل خير ، على كل حال بظل إبني وسندي بهالمستقبل إذا ظل مستقبل .
ابو العبد قبل فترة قاعد عالتلفزيون وقاعد بتسمّع بالأخبار وبسمع من أولاده عن طريق الفيس بوك ،أنه الحكومة قررت تصدر مذكرة جلب بحق الكردي اللي فل للندن وعليه قضية إختلاس بخمسمية مليون دينار من الفوسفات أيام ما كانت لينا ، قعد المسكين يحسب قديش بده يطلع من هالحسبة إذا رجعن ،هو عنده تسع أنفار بالدار هو وزوجته ، لو قسمنا الخمسمية مليون على خمسة مليون،يعني كل نفر بطلعله مية دينار بالميته ،بنضربهن بتسعة بطلعن تسعمية دينار ،والله مناح بفكن محنة ،،،،،
ابو العبد مالك يا رجل … وحد الله … صحصح شوي …. بالله عليكم لا تزعلوا يا حكومتنا من أبو العبد ،الزلم مسكين وعلى باب الله ، ما انتوا عارفين قصته من طقطق للسلام عليكم ، هو هيك فكر والرجل مش عارف بقصة العجز بالمديونية اللي كل سنة بتزيد مليارين بالميته رغم كل الإصلاحات ورفع الضرايب وفرضها على الرواتب والزيادة الكبيرة بعدد أشجار الرادار المنشرة في الشوارع والتي قد تصل للدخلات وقيمة المردود من المخالفات والمسقفات ورسوم الهائلة من بيع الأراضي وتخصيص القطاعات الحكومية والزلم مش عارف اللي إخسرناهن بملف كازينو البحر الميت ومش عارف اللي سرقهن الذ واللهبي و شاه وماهين و عين وسين وصاد و دال وهاء ولام وكل الحروف العربية والإنجليزية واللاتينية وكل اللغات العالمية والكونية والرموز الهيروغليفية والسريانية والخ ، والزلم مش عارف أنه كل سنة في تغيير وزاري وكل وزير يكلف الدولة مئات الألوف من راتب ويلحقه راتبه التقاعدي و العداد ماشي ، لأ و أبو العبد مش عاجبه كمان أنه هو سبب بالمديونية، لأنه كل دورة إنتخابات قاعد بكلف الدولة زيادة براتب وتقاعد نائب يمثله هو وأشكاله لأنه النائب كمان بده يكلف الدولة مئات الملايين هو ومئة وعشرين نائب ثانيين ، وهم يا دوب يعدلوا بالأربع سنين قانون أو قانونين واللي هاي القوانين منها الموافقة على زيارة رواتب وتقاعد النواب ، ومش عارف الزلم في كبار بهالبلد همهم عالبلد والولد ،،،،،، أبو العبد أقعد وإنطم بدك توكل البلد وبدك تسرق تسعمية دينار هيك بدون لا أحم ولا دستور ، وانت ما بتشغل بالسخرة عندنا ،راتبك بتوخذه على دوز برك ، إحنا بنعرف الصح ، ولا تفتح ثمك بكلمة مرة ثانية وإصحى تجيب سيرة المصاري علسانك ،،،،،،
إفهمت ,,,,,,,,
اه إفهمت ،،،،
وهاي قعدة “أم العبد شو رايك الأسبوع الجاي نطلع عالعقبة “،،،،
كم انت كبير يا ابو العبد ،،،،

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى