خــــــــالد عـــــــــوض / علي الشريف

خــــــــالد عـــــــــوض
علي الشريف
الكثيرون من هذه الاجيال المنقوعة بالتعصب النادوي لا يعرفون من يكون راحل المتعة الكروية وفقيد الاخلاق وحامل جماليات الكرة ابن المنتخب والفيصلي وكل الاندية خالد عوض الذي نال لقبا لم ينله غيره وهو زيكو تيمنا بالنجم العالمي زيكو.
والكثيرون من الاجيال الصاعدة بسرعة الصاروخ على سلالم الفيس بوك واصحاب الردح والشتم والتعصب النادوي لا يعلمون ان كل الاندية كانت تذهب فقط لتتمتع باخلاق خالد وفن خالد ومداعبة خالد للكرة .
خالد عوض هو احد ايقونات زمان الرياضة الجميل وزمان الاخلاق الى جانب قلائد الخلق القويم التي كانت مثل المرحوم خالد الزعبي ومثل ابراهيم سعدية ومحمد العرسان وسهل غزاوي ومنيب غرايبة واليماني وتوفيق الصاحب وغيرهم ومثل هؤلاء لم يكررهم الزمان ولن يتكررو ابدا.
لن اتحدث كثيرا عن هذا اللاعب الذي شغل الاردن يوما ما ولن اتحدث عن سجاياه فيكفينا ابتسامته التي تحتاج لمجلدات حتى نكتب عنها فكيف اذا اردنا الحديث عن اخلاقه وانما ساكتب عن رعيل يطويه الزمان فلا نتذكره الا ببعض عبارات الحزن والاسى .
وربما نضيق ذرعا ان توجهنا لحضور جنازته والاكثر انا نحاول ان نكرمه بقليل من الحزن في وقت لا ينفع معه الحزن وبعد ذلك ننسى ونمضي وكان التاريخ كله والموت اصبحا سيان كزوبعة في فنجان.
لماذا بعد الموت نتذكر… وهل كانت السنوات التي مرت غير كافية لان يكرم النجم في حياته تكريما يشعره بانه لا زال في الذاكرة خالدا لم ينسى ولماذا لم نرى على امتداد السنوات التي اعتزل بها عوض او غيره من نجوم كتبوا حكايات رائعة كلمات تذكرهم بل عنواوين عريضة عنهم.
ربما لن اقصد خالد بكلامي ادناه ذاك لانه لقي من حياته بعض من حظ ولكن ماذا استفدنا من سيرة الرعيل الاول وماذا استفادوا هم من رياضتنا غير النسيان والنكران والتهميش حتى انهم اذا عملوا في انديتهم التي ولدوا بها تنكرت لهم وكانهم ابناء بالتبني وليسوا من رحم الاندية.
تتواصل الاسئلة لتصل الى دور رابطة اللاعبين الدوليين واين هي وما هو دورها ان بقيت على قيد الحياة وهل يكفي رثاء في مقال او كلمات سريعة عبر مواقع التباعد الاجتماعي لتعطي نجما قدم عمره للرياضة ولم ياخذ من الرياضة شيء.
تعالوا نتحدث اكثر وننظر حولنا اكثر الى دول جارة وصديقة ومتقدمه بكرة القدم وننظر الى النجوم الذين قدموا لها من تعب سنسن اعمارهم اين اصبحوا وكيف حافظوا على صورتهم وذكرياتهم من النسيان ومن الخدش.
لننظر الى حسين سعيد نجم المنتخب العراقي والذي ذهب الى سدة الاتحاد يوما لننظر الى فرانس بكنباور والى بلاتيني اين اصبحوا والى نادي برشلونة وريال مدريد كيف استعانوا بابنائهم ليقودوا المسيرة ومن لم يكون شريكا في القيادة كان مستشارا او كان صانعا للمواهب ومستكشفا لها ,
وماذا عن بلادي لنتحدث بكل واقعية … اليماني رايح واليماني جاي ولا يمكن ان نتذكر انه ابن نادي الا حين نريد ان نصادر مستحقاته المالية كذلك اسامة قاسم ينحر في ناديه الام ليلملم الجراح و لينهض ويبدع مع غيره وينطبق الامر على ابو عابد وابو زمع وناجح ذيابات وعلي جمعة وغيرهم الكثير ممن كان ظلم ذوي القربى عليهم اشد مضاضة من وقع الحسام المهند .
ربما اسرفنا بالحديث ونكأنا جراحا اعتقدنا انها يوما شفيت ولكن الروح التي مضت الى خالقها روح خالد عوض وقبله روح خالد الزعبي وفايز الاسمروقبلهم الكثيرون الذين لم تعرفهم هذه الاجيال ربما تجد عند خالقها الحق والعدل وهو الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة .
نستذكر خالد وسيرة خالد لانه خالد في قلوب من عرفه ومن احبه فلا نريد ان نرقص على الاحزان ولا نريد ان نمتطي صهوة الحزن الكاذب ونحن لم نقدم شيئا لخالد ولا لغير خالد من الذين سبقوه انما نريد ان نرسخ مفهوما احتراميا لكل لاعب قدم وسيقدم .
تعالوا لنكتب سيرة خالد عوض واخلاقه لنجعلها اهزوجة على المدرجات ونعلمها للناس ولكل لاعبينا ولنكتب حكايات رعيلنا الاول باحرف من نور قبل ان نجامل بكتابة منشور صغير من فوق الجوزة ينعيهم و تعالوا نرسم بسمة الحياة على وجوه من تبقى منهم فلطالما رسموا على وجوهنا ابتسامات الامل.
اخيرا يحسب بكل فخر لسمو الامير علي رئيس الاتحاد انه يفكر في الرعيل الاول ويوليهم مراكز قياده لصناعة كرة قدم اردنية مبنية على الاحترام والاخلاق قبل الفن واللعب .
ويسجل لجريدة الراي التي انا احد العاملين بها انها سبقت الجميع وكان بها زاوية اسمها ذكريات الزمن الجميل ولكنها توقفت لان الورق ضاق بالذكريات والحبر اصبح عزيزفجفت الاقلام.
اقسم بالله من يسمع زفرات لاعبين ونجومنا القدامى حين يتكلمون لعاف الرياضة ومن فيها لاجل تنهيدة واحده خرجت تتلوى بكل الالام خصوصا حين يقولون صرنا مثل خيل الانجليز ان كبرنا قتلونا.” اكرموهم احياه فبعد الموت ماذا ينفع التكريم.
رحمك الله يا خالد عوض الذي كانت روحه تتالف مع كل الارواح ورحم الله من سبقه ومن سيلحق
انا لله وانا اليه راجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى