كلّ تأخيره … فيها خِيره …؟! / م . باهر يعيش

كلّ تأخيره … فيها خِيره …؟!
كلمة(كلّ)تعني الجميع بالمطلق ,بلا أستثناء.مقولة خرّبت بيوتا كثيرة. تبرير للكسل والبطئ في التفكير في التعبير في التّنفيذ للتواكل للخطأ لبلادة الذّهن في الوصول إلى الهدف.تبرير سخيف ساذج للتأخّرعن موعد,للبدأ في عمل قد يكون ملحّا تعتمد عليه ضرورة كبرى من ضروريات الحياة.تبرير يقال من إنسان غليظ التّفكير لذاته أو لأنسان آخر يماريه يحابيه ينافقه, بينما في عقر دار النّظّارة المنتظرين من القوم من يتلوّون على نار من جمر أو لهيب في انتظار حركة ذلك المملّ المهمل البطيء,ألمتواكل على ما يخبّؤه القدر الطريق الساعة السير والريح ,بل على ما تقراءه قارئة الفنجان حول سكّة سفر أو مبلغ سيأتيه أو شجرة ستقع على أمّ رأسه في الطريق فتؤخّره أو تشجّ رأسه.
مصير اتفاقيّة لصالح شركته دائرته وزارته, ينتظر سفره لخارج البلاد.يسهر إلى ما بعد طلوع الفجر يقلّب أوراقًا كان لا بدّ أن يقلّبها منذ أيّام,يتسامر مع صديق رفيق صديقة رفيقة مسامرة تأخذه ولا ترجعه ألّا بعد وفاة الوقت بعد فوات الأوان بعد طيران الطيور بأرزاقها ومنها طائرته. ينظر إلى رفيقته.. تهوّن عليه(كلّ تأخيره…فيها خيره).
يدخل الجامعة في بلد بعيد,المحروس سيصبح مهندسا عظيما يدخل التاريخ ينسف الجغرافيا يرفع رأس أمّه بين نساء الحيّ ويطوّل رقبة أبيه حتى السّحاب.يبدأ العام الدّراسي الأوّل يلتمّ على شويّة صيّع تخطف عقله فتاة حسناء أو شنعاء.ربّما يتوه وسط طريق صعب يودي به ألى معتقدات غريبة عجيبة,لا يعرف طريقًا إلى كليّته.ينتهي العام الدراسي,يعود,تنطلق الزّغاريد تذبح الخراف ويلعلع الرّصاص أحتفالا بالمحروس.يعود البطل ألى جامعته وتمضي السّنون على نفس المنوال.أولاد الحلال يكشفون سرّه يهتكون سترّه ينشرون خبره.يدخل الوالد السّاهي الهمام ضاربا لاطمًا أكفًّه مهتزّ الشارب مضموم المناكب غريق المراكب..معلهش يا أبو الحبيب…مشيئة الله(كلّ تأخيره …فيها خِيره).
يلتقي اعضاء الوفود,ربّما كبار المسؤولين لمؤتمر يتعلّق بمصلحة كبرى لدائرة لشركة لجمعيّة…لمقهى بعد انحباس للرزق والمطر والخير,جردة حساب لما مضى.يمضي الوقت ثقيلا كظلّ صاحبنا من سيفتتح الجلسات.هو يثرثر على الهاتف مع أيّ كان نصف نهار أو يقتل كثيرًا من وقت …هكذا!! .
يفرح الحاضرون ممّن يتهرّبون من مسائلة أرتكبوها ,يبدأ ألحضور بالتّسلّل خارج القاعة تصبح(هلمّ)يتقلب فيها على الجمر زمرة من المخلصين.تبدأ مقدّمة موكب عطوفته بالظهور,يهتف الجميع يهلّلون يكبّرون يهتفون لعطوفته(كلّ تأخيره …فيها خيره).يبدأ العمل تأخير يجرّ تأخير:كلّ برنامج…به تأخير ,كلّ مشروع…به تأخير,كلّ خطّة…بها تأخير,تأخير وتأخير والخير العميم يهلّ يهطل على الثكالى المنتظرين خارج القاعة. لكن:لا بأس عطوفته بخير…(كلّ تأخيره…فيها خيره).
هو قول مرفوض مستهجن وشاذ ودعوة غريبة عجيبة فاضحة للتواكل والكسل,لماذا مع(كلّ)تأخيره لا بدّ أن يكون هناك الخير؟!نحن لا نرى مع التأخير ألّا كلّ شر.
ثمّ ماذا تركنا من دافع لمن يسعى بكلّ طاقته للوصول؟مسكينة معتّرة منكوبة هذه (الخِيره)كم من الذّنوب من العيوب من الدّموع ولطم الخدود وشقّ الجيوب والفشل ترتكب تسفح على مذبحك.(تمرّدي)أيّها الخيره,كوني عصيّة على كلّ تأخيرة شاذّة متعمّدة.فقد يعمّ الخير بالعمل بالجهد السريع الدّؤوب,لعلّ وعسى..أن يعمّ الخير أو,قد تكون…(الأخيره).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى