كلُنا مقصرون مع الشباب الاردني !!! / ا.د حسين محادين

كلُنا مقصرون مع الشباب الاردني؟

لا اضيف جديدا ان قلت ان الشباب الاردني من الجنسين الذين يتميزيون عن غيرهم من شرائح مجتمعنا الأخرى بإمتلاكهم لبُعدي الزمن حاضره ومستقبله؛انما يشكلون قاعدة الهرم السكاني الأوسع في مجتمعنا الاردني، رغم ان لدينا الكثير من المراكز والاندية الشبابية المبادرات والبرامج والاستراتجيات المتنوعة المستوى والتأثير التي اطلقت وعمل على تنفيذها مختصون مقدرون عملوا ويعملون للآن مع الشباب بغض النظر عن حجم ونسب واتجاه النتائج المتحققة وهذا محور تخصصي بحاجة للمراجعات العلمية والتقيم المعياري بنية ومخرجات.
باختصار كثيف ؛ الواجب عليّ هنا اضافته هو حزمة اسئلة مُرة وموجعة تبُين ملامح تقصيرنا افرادا ومؤسسات تنشيئية ورؤيوية نحو شبابنا الاردني من الجنسين والذين يعانون البطالة والاستبعاد الاجتماعي والتشاركي سياسياً وتنموياً غالبا وهي الأتي:
1- هل عملنا كأباء وامهات على إكساب وتوجيه شبابنا من الجنسين نحو قيم العمل والانتاجية،او حتى عززنا دافعيتهما لذلك بعيدا عن طول مدة اعالتنا لهم والتي تتميز بها انواع تربيتنا الاردنية لهم ؛ انطلاقا من اسرنا ابتدأ ؛وتحديدا عبر تقسيم العمل المنزلي بين الجنسين مثلا بالتعاون المتدرج فيما بينهم على اساس ان العمل هوية اسرية و انسانية مستمرة؛ واكسابهم لمهارات المنافسة لاحقاً في سوق عمل حالي يتميز بالجشع وغير ذي قلب أصلا ؛ بعيدا عن تقسيم اعمال منازلنا الذي ما زلنا نعاني من اثاره السلبية علينا جميعا بعد كبرنا؛ واقصد هنا تقسيم العمل الخاطىء الذي تشربناه ومازلنا والقائم على اساس ذكوري وتبريري محض وعبر انماط تنشئتنا الأسرية لأولادنا ” هذا عمل للاناث والاخر للذكور” واقصد تحديدا المهارات الحياتية المُكتسبة وغير البايلوجي فالأنثى والذكر جسديا محددا الادوار منذ الولادة..؟
2-هل تعمل مناهجنا ومدارسنا خصوصا غير المختلطة كمحطة ثانية تلي الأسرة الاردنية في تنشئة اولادنا من الجنسين على احترام قيم العمل الانتاجي والتطوعي الانساني؛ أم تركز مدارسنا واباؤنا معا على مجموع علامات الطلبة فقط كتعبير عن الثقافة السائدة لدينا؛ رغم معرفتنا المسبقة ان جُل علامات اولادنا توضع من قِبل معلميّ المدارس على اُسس غير معيارية علميا وتتأثر غالبا بالواسطات وأهمية زيادة الارباح والشهرة الاعلامية؛ وتتاثر ايضا بتخطيط جُل المعلمين لاعطاء الدروس الخاصة لطلبتنا خارج اسوار مدارسنا الحكومية والخاصة ؛ لاسيما في مواد الرياضيات والفيزياء والانجليزي..؟ما يخلق خللاً بنيويا في بناء منظومة قيم العمل؛ وإضعافاً لدافعية الطلبة في اتقان مهارات الثقة بالنفس التي لاتقل اهمية عن مجموع علامات الطلاب ؛بما في ذلك اضعاف قدرة الطلاب وجرأتهم المفترضة في إطلاقهم للمبادرات الفردية ومدى قدرتهم على التعامل مع التحديات الطبيعية والمتوقعة التي قد تواجههم بعيد تخرجهم لاحقا؛في سوق عمل اردني يقوده قطاع خاص-وليس حكومي متسامح- معولم ومفتوح على المنافسة واللغات وتنامي المهارات الانتاجية المتنوعة والحداثية لدى شبابنا وهذا ما نفتقده للاسف كما اشار اليه تقرير صندوق النقد العالمي القائل بأن30% من شبابنا الاردني تقريبا متعطلين عن العمل؛ لانهم غير مؤهلين للمنافسة لأنهم لايمتلكون مهارات ومتطلبات سوق العمل المعاصر ؛ما يجعلهم عُرضة للتطرف مُنبهاً التقرير ايضاً؛ لخطورة استمرار او تنامي هذا الواقع المرّ على مجتمعنا الاردني والدولة ككل.
3-لاننسى ايضا أن الادوار التي تبذها الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني والسفارات والجامعات…الخ مازالت تعمل وكأنها جزر منعزلة عن بعضها لغياب الرؤية الاستراتجية والسياسية لعقل الدولة عن ماهية الشباب الاردني واحتياجاتهم الحقيقية؛وهذا التشخيص رغم مرارته الا انه واقعي ؛والا كيف نفسر عدم إمتثال الحكومات المتعاقبة لكتب التكليف السامي لها في ضرورة ايلاء الشباب العناية والتشاركية اللازمة في مجتمع اردني شاب؛ وكيف يمكن الارتقاء باداءات الشباب التعليمية والمهارية والانتاجية والسياسية والاحتجاجية السلمية للآن والشيّاب السياسيون واصحاب المال والشركات هم من يخطط ويتصدر فعاليات الشباب رغم محدوديتها ؛وكذا الحال مع مناهج الشباب ومؤتمرات البِطالة الحقيقية والمشتهاة عندهم للآن اردنيا؛ وكل هذا الاستئثار للشيّاب الذين نحترمهم دون ان يصغوا الى اوجاع وتطلعات شبابنا الاردني في البادية والريف والمدينة والمخيم واربعتها ثقافات فرعية متفاعلة في مجتمعنا الاردني بالمعنى الدستوري.
اخيرا..هل اطمح بأن يحاور الاردن شبابه حقاً عبر قرار سياسي ناجز من خلال مؤتمرات ممثلة للشباب انفسهم وليس بالانابة عنهم تنطلق من كل محافظة في الوطن يكون الشباب وبالتعاون خدماتيأً مع الوزارات والمؤسسات الداعمة للشباب هم المخططون لعناوين اوجاعهم والطارحون لهان دون تجميل او تجيير ما لها علنا نُصغى ونتعلم منهم حقأً ؛وعلنا نُقلص بالحوار والتشاركية السلمية الفجوة الواسعة في الاولويات والممارسات المتباعدة والمُهددة بدورها للبناء السياسي والحياتي القيمي بين شباب وشيّاب اردننا الحبيب.هي دعوة للتحاور والانضاج الاجرائي لهذا التشخيص العلمي والواقعي الطامح للمعالجات الانجع لنا جميعا..فهل نحن جادون؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى