كليات الشريعة وأساتذتها ليست مشاعاً للعابثين / د.شفاء علي الفقيه

كليات الشريعة وأساتذتها ليست مشاعاً للعابثين ومثيري الفتن

منذ عُقود مضت تأسست كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة؛ لتكون هذه المؤسسة التربوية وأخواتها من سائر كليات الشريعة في بقية الجامعات الأردنية منبراً للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولخدمة الدِّين الإسلامي، يُعَدُّ فيها الدُّعاة والخطباء والمربون الذين يقومون بدورهم الدِّيني والوطني تجاه مجتمعهم وأمتهم .

وفي سبيل تحقيق رسالة الكلية فقد نهض للعمل في هذا الصرح العلمي عشرات الأساتذة الفضلاء من شتى مناطق المملكة شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً من أبنائها المخلصين الذين تحمّلوا عناء الطلب والغربة في سبيل القيام بدورهم الحضاري المنوط بهم في خدمة رسالة الكلية وإعداد أجيال تؤمن بربها وبدينها وتنتمي إلى مجتمعها وتحرص عليه.

فكانت هذه الثُلة من علماء الأردن ثُلة عُرفت إنجازاتها وجهودها المخلصة، وهم خيرة الخيرة من أبناء مجتمعنا ومن عشائره وعائلاته العريقة التي يعرفها القاصي والداني فأدّت الأمانة ووضعت خططاً ومناهج تربوية أكاديمية مُتخصصة تُسهم في تحقيق رسالة كليات الشريعة في أردننا الغالي وفق المعايير الأكاديمية والعلمية المعروفة، بل وتساهم في تحصين طلبتها من الأفكار الهدّامة والمشبوهة.

مقالات ذات صلة

واليوم وبعد هذه المسيرة العلمية الحافلة بالإنجازات المتميزة تطلُع علينا بضعة أسماء لا ندري من هم ولا ماهية تخصصاتهم وفكرهم وإنجازاتهم ولا ندري حتى من يقف ورائهم ليقوضوا هذه المؤسسات العلمية التربوية العريقة التي سارت عبر عقود بإشراف خيرة علماء الوطن وفقهائه ودعاته من خلال دعاوي واهية وافتراءات كاذبة .

فأنّى لأمثال هؤلاء أن يتجاوزا تلك القامات العلمية الشامخة التي عرفها الوطن وعرف أخلاصهم وحبهم وعطائهم في سبيل النهوض بمجتمعنا والارتقاء به.

أنّى لأمثال هؤلاء أن يجرؤوا على التّعدي على خيرة الأساتذة ممّن قضوا حياتهم في دعم المسيرة التربوية والعلمية في كلية الشريعة، والتي يشهد لها جودة المخرجات التعليمية المتميزة من خريجي وخريجات كليات الشريعة عبر عقود طويلة.

أنّى لأمثال هؤلاء أن يجرؤوا على التعدي والطعن بقامة علمية دعوية عرف الوطن وأبناء هذا الوطن عطاؤها وانتماؤها واعتدال منهجها ووضوح فكرها ورقي انجازاتها كالدكتور أمجد قورشة الذي قضى سنوات طويلة من عمره منذ تخرّجه وحصوله على درجة الدكتوراه في مقارنة الأديان في عمله حريصاً على السير على نهج من سبقه من كبار علماء هذا البلد الكريم ودُعاتِه في كلية الشريعة فكان عطاؤه المتميز وخطابه الديني المعتدل الذي يحرص على غرس القيم الإيمانية والفكرية واضحاً لكل من يتابع مسيرة الدكتور والزميل الفاضل.

كيف يُترك أمثال هؤلاء ممّن يريدون إشعال الفتنة في مجتمعنا بنشر افتراءاتهم وأكاذيبهم وتقولاتهم كيفما شاؤوا ؟!

هذه التقوّلات والأكاذيب التي يريدونها مطيّة لأغراض خبيثة تريد تقويض الرسالة الدينية السَّمحة التي تدعو لها كليات الشريعة في وطننا الغالي، وجعلها مشاعاً لكل حاقدٍ على الدّين والقيم الإيمانية.

والأمر الآن بات مُلحاً لوضع حدٍ لكل هؤلاء وعدم ترك الأمور مشاعاً لأهوائهم وأجنداتهم؛ حرصاً على أمن مجتمعنا وتماسكه الذي يَحرص عليه كل العاملين في كلية الشريعة وعلى رأسهم الدكتور أمجد قورشة.

د.شفاء علي الفقيه

أستاذ مساعد في كلية الشريعة / الجامعة الأردنية

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى