كلمة د . سفيان التل في الندوة الفكرية السياسية في السفارة الإيرانية في عمان

سواليف
كلمة الدكتور سفيان التل في الندوة الفكرية السياسية
في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عمان
للتضامن مع انتفاضة العودة والتنديد بإعلان القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها
بتاريخ 12/5/2018
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس و محاصرة إيران هدف أمريكي صهيوني لجعل إسرائيل الأولى بالمنطقة

ويحدث هذا الفعل في الوقت الذي تنكرت فيه معظم أنظمة الحكم التي تقول عن نفسها أنها عربية، تنكرت للقضية الفلسطينية ونضال أبنائها وانتفاضاتهم المتكررة والمستمرة. لا بل وتواطأت العديد من هذه الأنظمة مع الكيان الصهيوني وقدموا له التنازلات اثر التنازلات، وتجرئوا على تسميتها بالمبادرات العربية، لا بل وزادوا على ذلك بالدخول شركاء فيما سمي بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وخططوا لبناء مدن عملاقة مرفهة لتوطين الفلسطينيين فيها ولإغرائهم بنسيان فلسطين. وزادوا أكثر وأكثر فاصطفوا مع الكيان الصهيوني وتحالفوا معه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا لشيء إلا لأنها تعلن صراحة وبكل وضوح أن لا مكان للكيان الصهيوني على ارض فلسطين. ولأنهم يريدون أن يخلقوا لنا عدوا جديدا نتوجه شرقا لمحاربته وتكون ظهورنا مكشوفة للكيان الصهيوني عدونا المركزي لنشكل خط دفاع أول عنه.
خسئوا لقد آن الأوان لنقول لهذه الأنظمة لقد مر على القضية الفلسطينية سبعون عاما وانتم تتآمرون مع أعدائها عليها، فأحكمتم حصارها السياسي والاقتصادي والعسكري، ومنعتم عنها السلاح والغذاء والماء والدواء والطاقة. وأمام هذا الحصار الفريد من نوعه في التاريخ، تفجرت لدى شعب الجبارين روح المقاومة وفعلها. فقاوم بالحجر والمقلاع والنقيفة ، والطائرات الورقية وحرق العجلات وكمامات البصل ، فرابطوا وصمدوا إلى أن وصلتهم إمدادات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشكورة ومقدرة ، فسجلوا اختراقاتهم بحفر الأنفاق وحمل الصواريخ على الأكتاف ونقلها وتطويرها وإطلاقها على تل أبيب. حتى زرعوا الرعب في داخل الكيان.
هذا إلى جانب دعمٍ وإسنادٍ جديد لمسيرة العودة بزخات من الصواريخ على الجولان المحتل. نقول للذين صنعوا هذه الصواريخ والذين نقلوها والذين أطلقوها نقول لهم انتم أمل الأمة، وانتم أمل جبهة المقاومة وانتم من كشفتم القناع عن وجوه تدعي أنها عربية، وهي ليست إلا صهيونية أو متصهينة. تتواطأ مع ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس مسرى الرسول (ص).
غدا سيتم ذلك، وسينقل ترامب سفارة بلاده إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول (ص) ، ولن يكون هناك موقفا عربيا رسميا رافضا إلا ما كان للاستهلاك المحلي. وأما الرفض الحقيقي فكان وما زال على المستوى الشعبي ومستوى جبهة المقاومة التي انتشرت وامتدت من شمال فلسطين إلى شرقها وجنوبها.
وفي هذه المناسبة يجدر بي أن اذكّر بالتصريح الذي نشرته صحيفة الديلي سكايب الساخرة عام 2011 ونسبته إلى كيسنجر وقال فيه ” لقد ابلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرا لأهميتها الإستراتجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة وهي ضرب إيران”.
والآن وبعد أن تنكر ترامب لاتفاقه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانسحب من الاتفاق، تتأكد وجهة نظرنا بأنه لا يمكن الوثوق بهذا النظام أو توقيع أي اتفاق معه.
وفي هذا السياق أود أن اذكر أنني وفي عام 2015 وجهت رسالة قصيرة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوجان حذرته بها من الثقة في الغرب والتعامل معه. وأنا أرى من المفيد أن اثبت هذه الرسالة هنا لأن فيها دعوة لخلق محور جديد في المنطقة وهذا نص الرسالة:
رسالة إلى اردوغان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احذر عدوك مرة، واحذر حلفائك (الغربيين) ألف مرة.
إنهم ينصبون لك فخا كالذي نصبوه لصدام، ونحن نتمنى من أعماقنا ألا تقع فيه.
لا تصدق أنهم يقبلون لتركيا أن تحقق كل الانجازات العملاقة التي حققتها: انجازات اقتصادية وعسكرية وسياسية وعلمية وديمقراطية وحضارية وتراثية.
لا تصدق إنهم يقبلون لتركيا أن تعيد أمجادها وعظمتها العثمانية.
إنهم ما زالوا يتذكرون دائما أنكم حاصرتم فينا، وأنكم كنتم القوة العظمى في العالم، وان إسقاط تلك القوة قد كلفهم مكرا وخبثا وحروبا عالمية، فتتوا بعدها أرثكم وتقاسموه. فهل يقبلوا لكم أن تستعيدوه وتوحدوه.
إنهم يخططون للإيقاع بكم ولتدميركم ولكن بأيدي غيرهم وأيديكم إن استطاعوا. فاحذروا مكر الحروب.
إنها قصص التاريخ المتكررة: المحارب الذكي يخطط لإيقاع الفتنة بين خصميه، ويدعهما يستنزفان بعضهما بعضا حتى الرمق الأخير، وبعدها يأتي دوره ليجهز على بقاياهما.
نحن نتطلع، في زمن التحالفات العملاقة، إلى نهضتكم التي شبت عن الطوق كأملنا المنشود وفجر منطقتنا المنتظر، فاحذروا واحذروا من الأخطاء القاتلة، وتفحصوا كل خطوة وكل موطئ قدم حتى لا يكون تحتها شرك، وتذكروا أن التاريخ يؤكد أن حلفائكم لا يمكن الوثوق بهم، وهم يخططون لوأد هذا العملاق الذي فاجئهم بخروجه من القمقم.
في الختام
نقدر للجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقفها التي لم تثق بالغرب ولكنها كانت مضطرة لمفاوضته بحنكة ومهارة وذكاء ومن مطلق الند للند. ونقدر لها بدء لقاءاتها مع اردجونان، متمنين الوصول إلى الحلف أو المحور الإقليمي المنشود، الذي لا بديل عنه في زمن التحالفات الكبرى وتساقط معظم أنظمة الحكم العربية في الإقليم.
نقدر للجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقفها ودعمها لجبهة المقاومة شمال فلسطين وشرقها وجنوبها ونشجب ونرفض مواقف معظم الأنظمة في الدول العربية ونقول لهم في الختام
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى