كلمات في ذكرى الشهيد سائد المعايطة ” أسد القلعة ” / فيديو

سواليف – رصد – فادية مقدادي

الشهيد العقيد سائد المعايطة “أسد القلعة ” كان يؤدي واجبه في منطقة الجامعة الاردنية حيث تم استدعاؤه للكرك عند وقوع الاحداث خاصة انه ابن المنطقة وله دراية كافية بالقلعة ، حيث لم يتردد المعايطة عن تلبية الامر الا انه سارع لأحد زملائه باعطائه مبلغ 100 دينار طالبا أن يدفع ديناً كان عليه قبل ان ينطلق لتلبية نداء الواجب .

الشهيد المعايطة وخلال توجهه لمدينة الكرك اتصل بزميله وتأكد منه من انه قام بسداد الدين حيث اخبره انه تبقى مبلغ 8 دنانير ، ليطلب منه الشهيد بشراء بطاقة تعبئة لهاتفه من فئة الـ5 دنانير ليبقى معهم على اتصال ويطمئنهم عليه،وكأن الشهيد كان يعلم انه سيلاقي وجه ربه في تلك الليلة فرغب ان يبرئ ذمته من الدين الذي عليه .

في ذكرى الشهيد نستذكر كلمات كتبها والد الشهيد قبل عام حيث قال :
بداية الحكايه .. ولد سائد في بيت متواضع قروي وسألني البعض وقتها عن اختيار الاسم لماذا( سائد) قلت لهم عندما نظرت في وجه هذا الطفل يوم ولادته وفراسة الأب توسمت فيه الخير. وان هذا الطفل سوف يكون له من اسمه نصيب وسيكون عظيما يخلد اسمه التاريخ وكبر الطفل وأصبح شابا وتوالت نجاحاته في المدرسه ومن ثم في الجامعه وكان طموحه ان يكون في جهاز الامن العام وتخرج من الجناح العسكري الى وحدة الشهداء الامن 14 ليسجل اسمه على قائمة شهداء الوطن وبانتظار الدور للدفاع عن الوطن
وتوالت نجاحات سائد في العلم والمعرفة والعادات الحميدة ومثل الاردن في قوات حفظ السلام في عدة مواقع صعبة وكان يخرج بنجاح يتلوه نجاح فأصبح سائد القائد ذلك الفتى الأسمر الشجاع الذي لم يتربى على السنكر ورضع محبة الوطن وقيادته من صدر أمه وليس من علبة النيدو
نعم انه سائد حبيب الاردنيين
وتوالت نجاحاته في القيادة وكان يطبق القاعدة ان القائد في الامام وهذه صفات القائد الناجح حتى يكون قدوة لزملائه
نعم انها قصة سائد اسد القلعة حبيب الوطن
اما انت ياولدي الشهيد فقد سطرت ملحمة البطولة بيدك واكرمتني بان أكون وبكل فخر ابا الشهيد ونعاك الاردنيون الاوفياء وزغردت لك حرائر الاردن لأنك شهيد والشهيد لايموت بل تبقى روحه خالدة ولتبقى اخر كلمة نطقت بها قبل تودع الدنيا وانت مبتسما وعطر دمك الزاكي يفوح ان عملك هذا في سبيل الله والوطن ولتبقى قصتك ترويها الأمهات لأطفالهن من قصص البطولة النادرة ونم قرير العين بأنك قدمت واجبك نحو الاهل والوطن والقيادة على ما يرضي الله ولتكن مقولتك نموت نموت ويحيا الوطن
والدك ابو سائد

أما صفوان المعايطة شقيق الشهيد سائد المعايطة يروي تفاصيل لأول مرة عن حياته وعن يوم استشهاده فقال :

كان رجلا قياديا بطلا مقداما، يعشق وطنه ومخلص في عمله، وتلميذ في كلية الدراسات العليا في مصر، ولعل نيله شرف الشهادة على اسوار قلعة الكرك هو أرفع وسام يناله قائد لشجاعته.

وأضاف، انه روحه العطرة في ذكرى استشهاده ما زالت حية تعانق السماء وتحيي فينا حب الوطن والدفاع عنه، فقد صلى الشهيد ركعتين تقربا الى الله فور وصوله القلعة وهو يناجي ربه بالنصر، وفي حالك الظلام استبسل القائد الشهيد لدخول القلعة بعد دراسة الخطة وفي ظروف استثنائية، فكان القرار باقتحام القلعة لحماية ارواح الابرياء وتحرير الرهائن وردع الارهابيين الذين تحصنوا كالفئران فيها، موضحا ان الشهيد شارك في العملية من خلال قيادته فرقة اقتحام للقلعة، بما توافر له من معلومات استقاها من الاجهزة الامنية المعنية ومن التواصل مع المصابين في المستشفى حصل عليها قبل وصوله وهو في طريقه الى الكرك.

وأشار الى أنه وبعد سجال بين رجال الامن والمواطنين من جهة والارهابيين من جهة أخرى امتد فيها اطلاق النار من الواحدة ظهرا وحتى الثامنة مساء، سجل المواطن خلالها أعلى مراتب التلاحم مع رجال الامن وهو يتلقى الرصاص بصدره ويقف سندا لقواتنا المسلحة، وخلال ذلك اقتحم سائد ومجموعة من رفاق السلاح القلعة ليصل الى اعماقها وسط نيران كثيفة، ويطلق نداءه الاخير للانتقال الى الخطة بعد تقييمه للوضع من داخل القلعة، وحينها استشهد البطل سائد فارتقى الى الله شهيدا مع مجموعة من الابطال بعد ان أذاق الارهابيين سم عملهم.

واشار المعايطة الى انه رغبة الشهيد كانت الالتحاق بالقوات المسلحة وليدة عشقه الذي ورثه عن والدنا الذي خدم ضابطا في القوات المسلحة، وتعلم دروسه الاولى في حياته العسكرية من نهج والده وصرامته، وبذل النفس في سبيل الوطن، فكان مدرسته الاولى في الرجولة.

وأضاف، ان الشهيد البطل لم يكن شخصا عاديا بل متفوقا ومتميزا بكل ما في الكلمة من معنى، فقد كان قارئا للقرآن يخاف ربه ويحب وطنه ومحبوبا بين الناس، ويمتلك صفات قيادية وخلقا عسكريا ما أهله لأن يتوجه جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستحقاق العسكري، وكان متفوقا في دوراته فحصل على المرتبة الاولى في كثير منها إضافة الى أوسمة شرف من الجهات الدولية.

في ذكرى الشهيد لا بد لنا ان نعرّج على فيديو للكاتب احمد حسن الزعبي نشره تحت عنوان أسد القلعة سائد المعايطة

ونستذكر أيضا كلمات للفنان الكبير موسى حجازين في حفل تأبين شهداء القلعة في شهر شباط من العام الحالي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى