كرامة المعلم. …كرامة وطن !!!!! / حسين الشبول

كرامة المعلم …كرامة وطن !!!!!

نظرة خاطفة إلى واقع المعلم في العالم ستقول لنا كم أن واقعنا مزر. !!!!!.كم أن واقعنا ظالم مجحف في حق هذا الكائن الوحيد الذي يحمل هموم عمله أينما حل وارتحل !!!.
من منكم يحمل مسؤولية مئات العقول وعليه أن يهذبها ويعلمها ويوجهها دفعة واحدة؟ !
من منكم يحمل مرضه. …همه. …حزنه على اكتافه يتجه بها إلى عمله يلقي بها على بوابة مدرسته ليبدأ يومه مع من يضع الأمل عليه ليعطي من جهده ويجتز من جسمه وطاقته ليبني بناء هو أنتم. ..يا من أصبحتم فوق مستوى هذا الإنسان الذي نال منه طريقكم السهل أكثر بكثير مما نال منكم. …سرتم في الطريق ووصلتم إلى اهدافكم وبقي هو مكانه في المهمة التي اختارها لنفسه بأن يكون الجسر الذي تعبرون عليه اليها.
أما آن الأوان بأن نلقي الطرف إليه بنظرة تقدير. …لفتة شكر وامتنان. ؟!
إن نقابة المعلمين والتي تضم الشريحة الأكبر والأهم في هذا الوطن. ..ولدت لتعيد لهذا الجندي المجهول بعضا من كرامته وحقوقه التي نسيها الجميع في هذا الوطن.
أيها المهندس والطبيب. ..الجندي والصحفي. ..العامل والقائد والصيدلاني. …أيها الباني في أي موقع كنت. …لولا المعلم ماكنت ولا وصلت.
تذكر يوم كان فكرك منغلقا وفهمك محدودا ووقف لك وقفة مجاهد كي يدخل الفهم إلى رأسك عنوة غير آبه بتعبه وعرقه واعصابة التي نلت منها انت أكثر مما نالت منها السنون .
تذكر يوم وقف لك وقفة أب واعطاك من الحب والاهتمام مالم تجده عند أب انجبك وأم ولدتك. !!!
ما أعجبكم بني قومي! !! وما اجحدكم! !! ما أسرع ماتنسون المعروف والجميل! !!!.
يا من تقف الآن تتهم جسرك الذي عبرت عليه بالتسول، أما كان أجدر بك أن تقف إلى جانبه تدافع عن قضيته؟ !
لا يختلف اثنان بأن قرارات الوزارة المجحفة بحق هذه الفئة الكبرى من المجتمع. قد أهدرت حقوقه وأضاعت كرامته وملأت روحه حسرة على اللحظة التي اختار فيها هذا الطريق.
ولا يختلف اثنان أن كرامة المعلم وهيبته في غرفة صفه باتت في خطر محدق عندما تخبطت الوزارات المتتابعة في إعلاء شأن كل فرد في المؤسسة التعليمية على شأنه ابتداء من الآذن إلى الطالب وسحبت البساط من تحت قدميه فبات في موقع لا دخل يقضي حاجته ولا كرامة يبقي بها على ماء وجهه.
وتأتي الآن أطراف وصلت على كاهل المعلم لترميه من موقعها بالحجارة بدل أن تمد له باقة ورد تعبيرا عن امتنانها بما وصلت إليه على أشلائه
أيها الجاحد. ..قف. …قف وانظر مليا. ..هذا هو المعلم رمز عزة هذا الوطن ولبنة ازدهاره وتقدمه وأساس بنيانه الصلب. ..لن نسمح بأن يمتد قلم يسيء إليه أو فكر أسود يتهمه بصغيرة أو كبيرة.
كرامة هذا المعلم كرامة للوطن ومن يأتي بطرفه فقد خان وطنه وأمته.
من أجله وجدت النقابة ولن تكون إلا به وله.
توقفوا. …المعلم خط أحمر. لن نسمح لأي كان بتجاوزه.

عضو مجلس نقابة المعلمين الأردنيين :

حسين الشبول

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى