“كدمات” متقاطعة

مقال الأحد 15-1-2017
النص الأصلي
“كدمات” متقاطعة
من غير المعقول إذا كنت تشعر بألم في المعدة أن تذهب إلى المدينة الصناعية و “تطلع ع الجورة” حتى يتم فحصك وتشخيص وجعك ، ومن غير المنطقي أن تشعر في ضيق تنفّس فتتصل بــ”موسرجي” لــ”ينفخ بحلقك” أو تستجير بــ “لحّيم اكزوزتات” لكي ينقر بمفتاح انجليزي على برميل “ألحنجرة”..والعكس صحيح إذا “دخّنت سيارتك” لن تأخذها إلى طبيب تنفسيه… لكل علّة في هذه الدنيا اختصاص ومختص وخبير..
حزين جداً على هذا الوطن..حزين جداً مما رأيت الأسبوع الماضي ،حزين عندما تكون اللجنة المالية لمجلس النواب التي تناقش وتقرر وتفاوض الحكومة وبالتالي مصير البلد المالي ليس فيها إلا “أكاديمي” واحد..حزين جداً على وطني عندما أرى أن أهم قرار في تاريخ المجلس الذي سيمس كل فرد يعيش على أرض الوطن ،يتم تناوله وتداوله بهذه العبثية والعشوائية والهزلية..كنت أعتقد أن اللجنة المالية عندما تم انتخابها من العقول الاقتصادية المتوفرة في المجلس ، كنت اعتقد على الأقل أن لديهم إلمام بما يتحدّثون فيه ..لكن ما احترامي لذواتهم عندما شاهدت الفيديو وطريقة الحوار والنقاش أدركت تماماً أننا جميعاً في ضياع ..المشهد كان يشبه من يقفون على بكم “بردقان ابو صرة” هذا يفاوض ، هذا يعارض، هذا ينافق ، هذا ينتقي بين القرارات يقبل الــ7% ويرفض الغاز، وآخر يطالب برفع الغاز والخبز والإبقاء على البنزين، الرابع يطالب برفع الترخيص على العمالة الوافدة ، والخامس يريد رفع الضريبة على البنوك…لم أر شخصا واحداً فيهم يقرأ من ورقة مكتوبة ، لم أسمع اقتراحاً منطقياً أو مدروساً ، هي “جلسة تحزير” بامتياز، تماماً كمن يجتمعون على حل الكلمات المتقاطعة هذا يطلق حلاً يعارضه الآخر..فيتحزّر نائب لا أدري أي الصفوف المدرسية أنهى ، فيقاطعهم ثالث والوزير يكتب..ماذا يكتب هذا الوزير الذي لا يختلف عنهم بطريقة إيجاد الحلول؟؟..تماماً إنها كلمات متقاطعة في حل لغز المسألة المالية ، لا بل هي “كدمات” متقاطعة في وجه المواطن أو وجه الوطن لا فرق …
حزين عندما يسند الأمر إلى غير أهله، حزين أن تهمّش النخب الاقتصادية والعقول الراجحة عن مهمة رسم السياسة المالية للبلد، وتعطى المسؤولية للتائهين للمتحزرين للمتقلبين للباحثين عن مصالحهم الشخصية..حزين عندما يخسر في الانتخابات الخبير الاقتصادي وينجح مكانه ” دافع المصاري” ليحتل كرسياً ليس أهلا له ولن يملأه حتى لو ارتدى كل ملابسه الشتوية…

أهكذا تدار أهم جلسة في الموازنة؟؟ أهكذا يفكر “نوابنا” وخيار شعبنا؟؟..أهكذا تجري الحوارات وطرح الاقتراحات؟؟…ماذا تفعلون في باقي المواقف والقرارات اذن؟..

…كفّك ع البلد..يا كرمة!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. جواب الاسئلة في نهاية المقال بالمختصر … نفس الشيء
    فقط هم يجمّلون ألسنتهم أمام الكاميرات ، وما خفي خلف الأبواب المغلقة لو يتم تسجيله لأصاب الكاميرات حالة اكتئاب وإحباط وصدمة نفسية
    وكف كرمة على كفي .. وهالحسبة بطلت توفي

  2. غالبة النواب والوزراء و الامناء العامون و الأعيان غير مؤهلين لشغل مواقعهم

    أليس هذا ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم: توسيد الامر لغير أهله

  3. هؤلاء النواب لم يهبطوا ببراشوت و لم ياتوا من مخيم الزعتري .. أتمنى ان يعدل قانون الانتخابي بحيث يفوز اقل الحاصلين على اللايكات ربما تنعكس الأوضاع عندئذ ولنا في ترمب مثال و عبرة

  4. هي بكل ما تحمله الكلمة من معنى (( سارحه و الرب راعيها )).. بالمناسبه أدعوكم لمشاهدة برنامج “المتهم” الذي يستضيف بعض النواب ..شيء يصدم

  5. ذكرتني بموقف طريف لاحد المرشحين عندما اتهمه مرشح منافس بشراء الذمم فرد عليه قائلا نحن لا نشتري الذمم وانما نشحذ الهمم .. يا سيدي لو عدت الى الوراء قليلا وتذكرت الشعارات التي رفعها المرشحين الفائزين بالمجلس ونسبة المشاركين في التصويت لما توقعت نتيجه افضل مما هي عليه الان , ولتوصلت الى نتيجه مفادها ان الترشح للمجلس النيابي هو بمثابة الدخول بمشروع استثماري …!

  6. حسبنا الله ونعم الوكيل علي كل شخص راح يركض علي مراكز الانتخابات، عشان يروح ينتخب هيك اشكال

  7. هههههههههههههههههه لعاد شو بتفكر هو احنا لولا انه هي النخب هي اللي بترسم سياسات البلد الاقتصادية بتلاقي وضعنا هيك ليش متفاجاء ؟
    يا زلمة قسم الدين على عدد الشعب 7 مليون بطلع حصة الفرد كبير بقلب صغير بقلب مقمط بالسرير 4285 دينار يعني كل اسرة مكونة من 5 اشخاص بطلع عليهم 21425 دينار احسب على عمارة مكونة من 9 شقق بطلع معك كل عمارة عليها 193 الف دينار وقس على ذلك واحسب ولسا الحبل على الجرار . مع التحية

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى