كتلة الإصلاح.. لماذا التحليق بعيداً؟ / عمر عياصرة

كتلة الإصلاح .. لماذا التحليق بعيداً؟

توقعت من كتلة الاصلاح اثناء وضع اشتراطتها لإعطاء الثقة لحكومة الرزاز ان تغادر مربع “ثقافة الحراك”، وان تنزل بهدوء وتفهم إكراهات المرحلة، من خلال خطاب واثق سياسي معقول.
اكراهات المرحلة، تعني فهم عناصر القوة والضعف الممكنة للمناورة، مثلا واقع الحركة الاسلامية الحالي، ليس بأحسن حال، بل هو يحتاج الى روافع من بينها استقرار العلاقة مع الدولة.
هناك ايضا الدولة التي تخوض أجنحتها صراعا لم يعد خفيا، وثمة تيار يريد التلاعب بعصبيتها، وآخر يشكل حالة عميقة تقاوم، وتصارع من اجل إبقاء الامور على حالها.
ثم يأتي الرزاز منفتحا على الاخوان المسلمين، جماعة وحزبا وكتلة، فنفاجؤه بخطاب عالي المطالب والسقوف، كأننا نقول له لا تعد مرة اخرى للمحاولة.
ما تلاه الزعيم الوطني الدكتور عبدالله العكايلة من مطالب لكتلة الاصلاح في ختام كلمته، يصلح موقفا استراتيجيا بعيد المدى، لكنه يخفق في الاجابة عن معطيات الحاضر.
مثلا، الحديث عن صلاحيات الملك، وعن جلب المخابرات الى حضن المجلس والحكومة، كلام اصلاحي، لكنه لا ينسجم مع التوقيت السياسي الآني، ومع حاجات الحركة الاسلامية ولا مع مزاج الاردنيين الغارق بالهم الاقتصادي.
والاهم، مرة اخرى، انه لا ينسجم مع حاجة الحركة الاسلامية الى التموضع الصحي واخذ الانفاس، واستعادة قدرتها على المناورة السياسية والدعوية.
والسؤال: هل من مقدرة الحركة الاسلامية ان تعيد انتاج خطاب الحراك السابق بلغة مختلفة قد تكون اكثر قسوة، ام أن المنفعة والمصلحة تكمن في تقديم لغة سياسية مرحلية تحسن من شروط التفاوض والقبول؟
انا لم أطالب بإعطاء الثقة للرزاز، وليس سهلا فعل ذلك مع رئيس ليبرالي جاء من حضن المؤسسات الدولية رغم دماثته، وحسن خلقه وعاصمه الاخلاقي.
لكني تمنيت ان يكون من اشتراطات اعطاء الثقة، ما هو معقول، وان لا تكون الشروط عوامل يحملها البعض ليحرضوا الملك على الحركة الاسلامية من جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى