كاتب الحُجب والرئيس بورقيبة / د . ماجد الزبيدي

كاتب الحُجب والرئيس بورقيبة وأموات “الأعراس الوطنية”!!
كان يسكن في حارتنا ،عامل نظافة لم يدخل الصف الأول الإبتدائي بسبب الفقر وحياة البراري التي كان ربعه يعيشونها! لكن الرجل كان يتعمد وضع مجموعة من الأقلام في عدة الوان ،في جيبة قميصه او جاكيته!ربما،لتعويض مافاته من علم وتعليم!
لكن ماتميَز به الرجل مقارنة مع رجال الحارة ،هو كثرة السيارات الفارهة واصحابها الأثرياء الذين كانوا يزورونه بشكل دوري ،وخاصة سيدات يلبسن تنانير قصيرة واحذية ذات كعوب عالية ،هذه تاتي بخروف وتلك بجدي وثالثة بصناديق الحلويات الراقية ،ورابعة بلباس جديد للرجل إياه الذي لا يفرَق بين حرف الألف وعصا الليمون!
تبيّن لاحقا ان الرجل عرف بفطرته البدوية أن الدنيا مليئة بالسذج والهبل من أهل المدن من الأثرياء!!فراح يتعاطى شخبطو الحجب والتعاويذ وتحضير الأعشاب لمن لم تحمل( تحبل) ولمرضى الأمراض التي عجز عنها الطب الحديث!!
وحدث ان تصادف ان من لم تنجب من عشر سنوات ،حملت بعد ثلاث زيارات للطبيب عامل النظافة جارنا!الذي كل مافعله تنويم الحرمة الساذجة وإشعال مبخرة البخور،وتمتمات قرأها النصَاب،فإنهالت عليه الهدايا الثمينة،كما إنهالت عليه نسوة ساذجات في مثل حالة الحرمة الني حملت !!
لكن الكذب قد يُنجَي مرة وإثنتين ،إلى أن يقع الكذّاب في حبل كذبه!وهو ماحدث للنصاب إياه،الذي لايفرق بين حرف الباء وصينية الألمنيوم التي ياكل منها!!فاصيب بجلطة اقعدته لسنة كاملة ثم مات !
لكن تعاطي الحجب والشعوذة والدجل على عباد الله من السذج والهبل ،ليس وحده من يجلب الجلطات ،إذ يصاب بالجلطات كثيرين من يتصدون لمهام أكبر من احجامهم وقدراتهم!وخاصة التنطح للإنتخابات ،إذ يصيبهم مباشرة أعراض عقلية ونفسانية ،كالشرود العقلي ،والحديث الطويل مع النفس ،وكثرة الوقوف امام المرايا ، وكثرة الشك بالناس ،حتى بأقرب المقربين!والإستيقاظ المفاجىء من النوم مع الصراخ العالي،بعد تصببّ أجسادهم بالعرق الكلي،ربما لثقل حالة الفشل، وكثرة الديون المالية ،التي تترتب عليهم، وربما للمفاجأة الكبرى، التي ادركوها متأخرين، والتي تتمثل، في ان اقرب الناس لهم ،صوتوا لمنافسيهم!!
لكن اخطر تلك الأمراض –كما يقول امين سر قيادة إنتخابات المرشح خلف الوطاويطي- المدعو “حسون ابو جراب” هو بداية حلول “مرض الرئيس بورقيبة” في طائفة من مرشحي الإنتخابات،مُتمثلا ،في الصحيان الباكر ،والأخذ بالخطابة النارية من فوق سرانر(جمع سرير) النوم ،في جماهير مُفترضة،مما يجعل المدام والأولاد يهربون لبيوت الجيران،..يالطيف يالطيف …يارب سترك وعفوك!!
فالرئيس التونسي بقي مُمسكا بالحكم وهو في حالة “التحفظ”التام ب”البامبرز”،وكان بعد عزله وإيداعه مصّحة عقلية ،يفيق مع الفجر ويأخذ بالخطابة من فوق سرير مرضه ،إلى أن يهدّه النعب والإعياء فينام!!

اللهم إنا لانسألك رد القضاء ،بل اللطف به!!اللهم خففّ من مصائب عبدك وإبن أمتك ، من لم يحالفه الحظ في الإنتخابات،في الشرق والغرب، واصابه مرض الرئيس “بورقيبة” !!الله إرحم ميتنا وحيينا – ميتنا،سواء من مات بجلطة، او، خر صريعا في “الأعراس الوطنية” ماضيا ولاحقا!!اللهم إحسن خاتمة من بقي منهم حيا!وخاصة مرشحي الإجماع ،ومن أشرف على قرعة مرشحي الإجماع! اللهم يارب لا تأخذ أُسر المرشحين بجريرة أربابها !اللهم إحمنا من تبعات وإمتدادات الزلازل والبراكين اللاحقة ،بعد أن تحملنا الأضرار المباشرة لها!!(14 ايلول 2017)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى