كابوس الرحلة رقم (55) / وصفي الدعجة

كابوس الرحلة رقم (55) وسقوط طائرة الركاب الفرنسية

كنت ومنذ صغري أفتخر بأن وطني الاردن لا مثيل له في كل العالم وبأنه وطن الحياة والذي لا أبدل ذرة تراب من ترابه بكل كنوز الدنيا.
وكان يكفيني من الأمجاد والعز والشرف والكرامة والبطولات وأوسام الشجاعه أنني اردني فقط .
ولطالما تحدثت مع نفسي واتفقت معها على أن الأردن هو أغلى اشيائي واثمنها ولهذا كنت كلما فقدت شيئا أو أصابتني مصيبه أو حزنت أو تألمت أو ظلمت أو جرح قلبي سرعان ما يلتئم جرحي وتطيب نفسي وتزول احزاني ويعود قلبي نابضا بالحياة بمجرد رؤية صورة الراحل الحسين بن طلال فالأردن والحسين هما عزائي لكل مصائب الدنيا وهما الدواء لكل داء وهم الحضن الدافئ لي كلما شعرت ببرودة الحياه وصقيعها وحرمانها واوجاعها وحسراتها .
صدقوني أنا لا أبالغ فيما أقوله وبطريقة حبي للأردن فهذه مشاعري الحقيقه واسرار نفسي أنثرها بكل صراحه وأكتبها بحروفي البسيطه وبلغتي البريئه فهي مشاعر الطفوله التي عاشت معي سنوات كثيره جدا وكانت دافعي الوحيد للحياة كرجل لا يتنازل عن كبريائه وعنفوانه وشجاعته في الحق وبالدفاع عن كل مبادئه التي استلهما من هذا الحب الكبير للأردن والحسين وآمن فيها وعقد عليها رباط العهد والوفاء إليها .
وقد جاءتني كوابيس كثيره جراء هذا العشق الكبير لوطني الحبيب وهنا لا بدّ من ذكر بعض هذه الكوابيس والأحلام المزعجه فقد حلمت في ليله من الليالي بأنني أصبحت مواطن أمريكي ولم اصدق هذا الواقع الجديد ورفضت باصرار وأصبحت اصرخ واستنكر واشجب هذا البلد الذي أصبحت فجأه من مواطنيه وكنت كلما تحدثت مع أحد أقول له انا اردني ولست أمريكي ولكن كل من مروا معي في هذا الكابوس كانوا يؤكدون لي على هذه الحقيقه فلم استطع العيش في هذا الوطن الجديد وقررت الهجره الى اي مكان اخر واخترت فرنسا كوطن بديل وبالفعل ذهبت الى سفارتها بواشنطن وقطعت التأشيرة واشتريت التذكره وفي اليوم المقرر للسفر توجهت إلى المطار وكان رقم الرحله (55) وعلى الفور قامت الطائره الفرنسية بالاقلاع وبعد نصف ساعه من الطيران بدأت الطائره بالاهتزاز مما اشعرني واشعر الركاب بالخوف والهلع الشديد وبدأت الاصوات تعلو وكان كابتن الطائره يدعو الركاب للهدوء وهو يقول بارتباك (يا رب ) وكان يرددها كثيرا وما هي إلا دقائق واذا بالطائره تهوي بشكل سريع جدا مما جعلني اشعر بحاله هيستيريه وانا في ظل هذا الخوف الشديد سمعت والدي فجأه وهو يقول (وصفي ،وصفي ) وهو يطرق الباب بعصاه فقمت مفزوعا على طرقاته واذا انا في بيتي ولا وجود لطائره أو ركاب وفهمت على الفور أنني كنت احلم وما هو إلا كابوس .
___________________
Jordanvip444@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى