يا عَلَمي يا عَلَم
جميعنا يعلم أنَّ أعلامَ الأوطانِ ذاتُ رمزيةٍ جليلة وودلالات لا حدود لها مِن حُرّيةٍ، وكرامةٍ، وسيادةٍ، وتضحيةٍ وفداء … 🙂 مِن هُنا تحرصُ جميعُ الأمم على غرسِ هذه القِيم النبيلة في نفوس أبناء شعوبها منذ المراحل المُبكّرة للطفولة… حتّى تُصبح هذه القِيَم دافعاً ومُحرّكاً نحو العمل والبناء والنماء، لا لتكون مُجرّد شعارت برّاقة جوفاء 🙁
فهل يُمكنُ لأحدِنا أن ينسى نبضَ أناشيد المدارس الرائعة التي ما زلنا بعد عقودٍ نتنفّس عبقها كنشيد الشاعر المرحوم عبد المنعم الرفاعي “خافقٌ في المعالي والمنى… عربي الظلال والسَنا… في الذرى والأعالي… فوق هام الرجال… زاهيا زاهيا أهيَبا”
وهُنا أستغربُ وبشِدّة لماذا يقوم البعض هذه الأيّام بشكلٍ غير مسبوق بالمتاجرة بأعلامِ الأوطان؛ فيقوم البعض بارتداء شماغ يحمل تطريزة علم الوطن ليربطوه على خصورهم ونشر صورهم… 🙁 ويقوم البعض بارتداء بنطالٍ يزهو بعَلمِ الوطن وعرضِ صورهم… 🙁 ويقوم البعض بدهان أجزاء مِن سيّاراتهم بعَلمِ اوطانهم والتباهي بصورهم حتّى مع قطع إشارة المرور الحمراء… 🙁 حتّى وصلَ الأمر براقصةٍ شرقيةٍ شبه عارية كما نقلت مئات وكالات الأنباء أن ترقص وهي ترتدي بدلة رقصٍ فاضحةٍ ترتسمُ بِعَلم الوطن… 🙁 فأين الشعور بالوطنية مِن كلِّ ذلك… 🙁
الوطنية والمواطنة الحقَّة يا سادة هي أن يعملَ الإنسانُ مِن أجل الوطن وأن يُحسِن في أداء عمله مِن أجل الوطن… 🙂 وأن يكون قدوة لغيره في الإحسان مِن أجل الوطن… 🙂 وأن يُضحّي ببعض أو بكلِّ أو بِجُلِّ وقته وماله وصحّته مِن أجل الوطن… 🙂
عند ذلك فقط نكون قد استشعرنّنا وعِشنا وجسّدنا نشيد الثورة العربية الكبرى الشهير “يا علمي يا علم يا علمي يا علم…يا نسيج الأمهات في الليالي الحالكات لبنيهـنّ الأبــاة…كيف لا نفديـك …كـلّ خيـط فـيـك…دمعة ٌ من جفنهـنّ …خفقة ٌ من صدرهـنّ…قُبلة ٌ من ثَغرهـنّ… ” 🙁 #وبنحبّك_يا_وطنّا
