قمة البحرين .. تعبير عن أزمة / عمر عياصرة

قمة البحرين .. تعبير عن أزمة

لم استطع قراءة الاستقبال المهيب الشعبي والرسمي القطري للملك سلمان بن عبد العزيز الا من زاوية القلق العميق الذي تعيشه دول الخليج العربي؛ نتيجة اختناقها داخل كثير من الملفات الاقليمية المحيطة.
حين شاهدت الملك سلمان يرقص في عراضة احتفالية اعدها له القطريون، ادركت ان الرياض تريد «تصميغ الربع» في الجزيرة العربية لمواجهة التحديات بعدما انفلتت.
يجتمعون في البحرين وهم يدركون ان «سلطنة عمان» ليست على قلب رجل واحد تجاه احساسهم بالمخاطر والاعداء، فمسقط تقترب من ايران، وتتحسس لكل من يحاول الصدام معها.
اليمن ملتهب مفتوح على كل الاحتمالات، والعراق في قبضة ايران، اما لبنان فهزيمة المقاربة السعودية لا تحتاج الى شرح، وفي سوريا تتعاظم الخيبات.
اضف الى ذلك الهم الخليجي الاكبر المتعلق بما يجري في مصر، فالحكم هناك غير منضبط برؤية مريحة للخليج، ولعل انحيازاته الاخيره نحو روسيا وايران يؤثر في توازنات المنطقة لغير صالح السعودية.
ايضا ما يؤرق قادة الخليج في قمة البحرين تلك التحولات الخطيرة في المواقف الامريكية تجاههم، فلم تعد «فلسفة خشم الدولار» ناجعة، واقترب استحقاق «اقلع شوكك بإيدك» وهذا يحتاج الى خليج مختلف في بنيته وتحالفاته واقتصاده ومزاجه.
اذًا؛ قمة البحرين ليست للاستعراض، وليست ترفا، ولعلنا ننتظر تجاوز الحلول الوسطى التي استغرقت سنوات من عمر المنطقة مما أدّت إلى النتائج المذكورة أعلاه، فهل تبتكر القمة الخليجية ديناميّات سياسية- اقتصادية جديدة تواجه التحدّيات بطريقة جديدة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى