قط أسود

مقال الثلاثاء 13-2-2018
النص الأصلي
قط أسود
أنا لا أتحدّث عن ماركة بطاريات جافة ولا “جوارب” رجالية ، الأمر اهم من كل هذا بكثير..فالحديث عن العلامات التجارية ترف أمام العلاقات السياسية المتوترة بين من يملكون هلاك سكان الكرة الأرضية.
شاعت على مواقع التواصل قبل أسابيع صورة لقط أسود اللون على مكتب رئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ” وهو يتأمل الزرّ النووي الموضوع على الطاولة – هذا في حال افترضنا انه زرّ حقيقي وان الصورة لم تخضع للدبلجة او عمليات “الفوتوشوب”- القط لم يكن يحمل نوايا طيبة تجاه الزرّ فقد كان ينظر اليه بعينين مندهشتين سيما وهو يرى رأسه كبيراً ومحدّباً في مرآة الزر..ومشكلة إذا كبر رأس القط او كبرت برأس القط ان الزر يتحدّاه..ماذا يحلّ بعالمنا المسالم المسكين الذي يركض ليل نهار طلباً للرزق ، هل يعقل أن حياتنا وموتنا صارت مربوطة “بدعسات” أرجل قط فخامة الأخ “كيم”..ما هذا العالم المجنون الذي نعيشه ، ماذا لو “عطس” فخامة الرئيس فجفل القط وحاول الهرب كردّة فعل وتعثّر بالزر النووي أثناء هروبه..وانطلق الصاروخ تجاه العاقل العبقري ترامب؟..
قبل أسابيع ايضاَ (تبارز) الرئيسان بالتصريحات هذا يقول “زرّي اكبر من زرّك” الثاني يقول بل زرّي أكبر من زرّك” وهي منازلة تشبه منازلة الأطفال عندما كنا نتباهي من سندويشته اطول أو ممحاته أجمل..الأخ كيم يربّي قطاً أسمر اللون يسرح ويمرح بالمكتب وحول “الزر الكوري”..والسيد ترامب يربّي كلباً أسمر اللون أيضاَ يسرح ويمرح هو الآخر حول “الزرّ الأمريكي”..يعني مصير العالم مرهون بمزاج هذين الحيوانين أقصد قط كيم وكلب ترامب..ويبدو ان الصراع التقليدي بين القط والكلب والمطاردة – التي لم يعرف سبب عداوتها الجينية والتاريخية- انتقلت من الشوارع والحواري إلى المكاتب الرئاسية وطاولات الزعامة وقرب أوراق القرارات والأحبار السرية..
الموت أرحم من الانتظار..يعني لم يبق للحياة طعمة خصوصاً بعد ان صار استقرار العالم مرهوناً بحركات قط وكلب واحد في كوريا والثاني في واشنطن..
اخص على هيك عيشة

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يقول النبي ( ص):
    اللهم من تولى من امر المسلمين امرا فشق عليهم اللهم فاشقق عليه. هذه دعوة من النبي الكريم على كل من ضيق على المسلمين امور حياتهم …اللهم آمين.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى