قطع متجاورات / د.فدوى احمد علاونة

قطع متجاورات
و في القلب قطع متجاورات من فرح و حزن و في النفس قطع متجاورات من بغض و حب و في الارض قطع متجاورات من سلم و حرب و في بيتي و بيتك و نفسي و نفسك طفل و اطفال و شيب و شبان .
و في العمر قطار جاب المحطات على تنوعها ، ماضيا في سهل و صاعدا اعلى جبل و هاويا الى واد قابع ما بين جبل و جبل.
و في الافق فراشة ترفرف ترفرف ترفرف كأن لها جناحي نسر و تدنو و تحنو برفق ريشة ناعمة حطت دونما استئذان على وجنة اتعبتها الاحزان و الايام و مسحت عنها دمعة و ارشفتها دفئا و رقصت لها مرحا
و على الارض حسناء بيضاء تمشي لكن بلا خيلاء،ترفع شموخا فوق راسها ، ووقارا في وجهها ، و حياء في صوتها ، و فكاهة و مشاكسة و لربما جنونا لا بل طفولة عذبة نقية في ضحكتها.
اي ضحكة هذه التي خبأت وراءها الف قصة و اكتست ثوبا مخمليا مطرزا بالوان الزنبق و الجوري، و ياله من ثوب ثوب حيك يوما بعد يوم، و نسج غرزة بغرزة ، تململت بينها اليدين ، و سهرت له العيون ، و ادميت الانامل من وخز الابر ، فما سالت الدماء الا لتزيد الثوب حلاوة و تضفي على الحسناء جمالا و تزيدها شمموخا و رقيا و ” غلاوة” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى