قطعوا المساعدات لنتحرر / عمر عياصرة

قطعوا المساعدات لنتحرر

ادرك ان المساعدات الامريكية السنوية للاردن «الضعيف اقتصاديا» مهمة، لكنها ليست اهم من سيادته وهويته ومستقبل كيانه.
هذه المعادلة اعلنتها الدولة بفخار نعتز به في الاسبوعين الماضيين، ذلك من خلال موقفنا المبدئي من قرار الرئيس الامريكي اعتبار القدس عاصمة لدولة اسرائيل.
ادارة ترامب تمارس عربدة غير مسبوقة في تشنجها السياسي، تهدد العالم بأسره على نحو غير مألوف، يخالف ما عهدناه عن الدبلوماسية الامريكية الذكية والناضجة.
علينا ان نعرف ان الولايات المتحدة الامريكية، هي الاسخى في العالم من ناحية تقديم المساعدات المالية للاخرين، لكنها لا تعطيها «لوجه الله»، هناك مصالح لواشنطن تحميها بهذه الاموال.
المؤسف، ان اموال دافع الضريبة الامريكي في عهد ترامب، تحولت من اداة حماية لمصالح واشنطن في العالم، الى وسيلة ابتزاز غير اخلاقية مجندة لخدمة اسرائيل ومشروعها غير الواقعي المجنون.
على كل الاحوال، نحن نتلقى مساعدات من واشنطن، ونتمنى استمراها، لكننا بالمقابل لا نعتبرها تسوّلا، مخطئ من يظنها كذلك، فهذه المساعدات تحمي علاقة التحالف بين البلدين، وتحمي المساحة الامريكية في الاردن، لكنها ليست قدرا لا يمكن مغادرته او التفاهم مع غيره.
على الولايات المتحدة الامريكية، ادراك ان المساعدة المالية لا تعني العبودية، فزمن كونتا كونتي لم يعد معقولا، فها هو العالم لم يستجب للتهديدات، ومصالح امريكا هي التي ستتأثر في حال قطع تتدفق الاموال عن البعض.
واشنطن تراقب عمان من كثب، وتدرك اننا نستدير بشكل تكتيكي لا استراتيجي، ذلك قد يطمئنها، لكن في حال قطعت المساعدات، على ترامب ان يدرك، اننا سنتحرر، نبحث عن بدائل، وسيخسرون الكثير، لانه لا ابتزاز عند الاردنيين بشأن ثوابتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى