قراءة نقدية في الفيلم اليوناني Worlds Apart

سواليف
كتبت .. روان ضيا
نحن نبدو مختلفين في البداية، لكننا متساوون حينما نقع في الحب”
رغم أن الحرب كانت السبب في خسارته لعائلته ووطنه، إلا أنه لم يفقد الأمل في العيش والحب، كان ذنبه أنه ضحية الحرب، وضحية للسياسة المدمرة التي لا تعرف مقدار الألم الذي يطرق قلوب الأشخاص حين تقتادهم الحرب إلى الموت، فيخسرون كل يوم حبيب أو قريب أو صديق وكل ذلك بسبب طمع المناصب السياسية.

لم يتمالك نفسه حين رآها بين أيادي شبان يحاولون الاعتداء عليها وسرقة ما بحوزتها في زاوية من أنحاء اليونان، ليهرع إليها محاولاً إنقاذها دون أن يعي مقدار الخطر الذي قد يكلفه حياته، فهو لم يستطع أن يرى الظلم أمام عينيه، فأنقذ حياتها.
قضى ليلته وهو يتأمل جمال عينيها في الصور الموجودة على هاتفها بعد أن سقط منها في الليلة الماضية، كان يحدق بها وكأنه يرى في عينيها لهيب الحياة التي يحتاجها.

كانت تلك الحادثة بداية لقصة الحب التي شقت قلبيهما بعد أن أعاد إليها هاتفها المفقود، وعرف عن اسمه فارس، لم يكن يملك منزلاً يؤويه ، ورغم ذلك كانت الطائرة المهجورة التي يختبئ بها خوفاً من ظلم الفاشيين الذين يقومون بقتل المهاجرين ظناً منهم أن هؤلاء يأخذون نصيبهم وحقهم في الرزق والعيش وبينهم رجل كبير في السن يتجلى همه في قتل اللاجئين هي بيتهم الآمن الذي تعرض للهجوم وأسفر عن ……….

المشهد الثاني
يتجلى خوفه أن يصبح ذات يوم شخصاً شبيهاً بوالده، وربما لم يسعفه الحظ في الحصول على زوجة حنونة يقدم لها وتقدم له ما يحتاج كلٌ منهما في حياته، وهذا سبب اختياره التمثيل أمام ابنه وعائلته وعمله بأن حياته العائلية على ما يرام.

وفي أثناء تلك الفترة تعرف على فتاة جاءت للإقامة في اليونان لبضعة أشهر في زيارة عمل، إلا أن العلاقة التي نشأت بينهما ازدادت تعقيداً بعد أن فاجأهما القدر بالتقائهما في مقر عمله كونها المديرة المنتقاة لشراء أسهم الشركة المتداعية في اليونان وتقليص عدد الموظفين ما يقارب 35% والذي يعني تشرد الكثير من العائلات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليونان والعالم.

وأدى الاعتراض بسبب السياسة الاقتصادية الموظفين في الاتحاد الأوروبي ضد البلاد الشرقية الأوروبية إلى حالات انتحار، بعد أن تمكن الخوف والضغط منهم، فهل كان هذا بسبب المقاييس غير الإنسانية؟ أم أنها الديمقراطية التي تهدف لها الدولة؟ وهل يسقط الاتحاد الأوروبي؟ هل هذا ما يدور حوله العولمة؟ كل هذا كان سبباً في انتهاء علاقتهما واضطرارها للتنازل عن المهمة بعد حالات الانتحار وعودتها إلى وطنها.

المشهد الثالث

كانت تجلس أمام السوبرماركت وهي تشعر ببركان من الغضب في داخلها، فالحياة في اليونان أصبحت صعبة جداً وخاصة بعد أن خسر زوجها تجارته وأمواله، في ذلك الوقت وقف أمامها رجل كبير في السن يطلب منها التقاط أغراضه التي سقطت على الأرض لعدم قدرته بسبب ألمٍ في الظهر، بادرت إلى مساعدته وهي تقوم بعدّ الأغراض التي قام بشرائها وهي غاضبة جداً لأنها منذ أيام كثيرة لم تستطع شراء ما يلزم بيتهم من طعام.

كانت تلك الحادثة بداية لعشق طاعن في السن من كل أسبوع في السوبرماركت كونها تخاف من زوجها أن يعلم بالأمر، وجد ذلك الرجل الحب الذي يبحث عنه، وهي وجدت الحنان والحب الضائع في قلب زوجها الذي لا يشغل باله أمراً سوى قتل السوريين وسلب حياتهم.
انتهت المشاهد الثلاث في جلسة عائلية تضم الزوجة اليونانية الكبيرة في السن مع زوجها القاتل وابنها الذي اعتنق التمثيل على عائلته وهو يجلس مع زوجته وابنه وكذلك الفتاة التي وقعت في غرام المهاجر السوري.

تلك هي العائلة اليونانية التي كان سندها الأب القاتل الذي أدى حقد قلبه لخسارته لابنته في وسط الهجوم الذي قام به الفاشيين على السوريين حين كانت هي والمهاجر السوري على متن الطائرة بعد أن هربا منذ سماع أصوات النيران، وما حدث إنها رأت أمام عينيها أباها يقتل السوريين بكل ظلم، وهو رآها بعد دقائق تخسر حياتها بعد أن أطلق أحدهم النار عليها.

أما الشاب السوري فارس فقد خسر حب حياته وهاجر إلى كندا، في حين أنهى الشاب اليوناني زواجه من زوجته ليعيش وحيدًا، وبقي الرجل العجوز ينتظر محبوبته لسنة كاملة في نفس المكان دون أن تحضر منذ وفاة ابنتها، لكنها في النهاية أعادت إليه الكتاب الذي أعطاها إياه لقصة حب من خلال ابنها اليوناني.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى