قراءة في قصيدة. سأكتب عنك يا وطني .. للشاعر محمود فضيل التل

قراءة في قصيدة.
سأكتب عنك يا وطني.
للشاعر محمود فضيل التل.

بقلم : خلود المومني

إلى كل من يهمه الأمر. .
.أصحاب الرأي والفكر والنظرة العميقة الثاقبة. . أصحاب الذوق والإحساس. .أصحاب العلم. ..ذوي الاهتمام.

أضع بين أيديكم تحليلا لقصيدة مدرجة بالمناهج للصف الثاني ثانوي الجديدة. للشاعر محمود فضيل التل (سأكتب عنك يا وطني )…راجية رأيكم الصريح الصادق. ..دون مجاملة للشاعر أو لي أو لمسؤولي إعداد المناهج.
متجاوزة موقعها في الكتاب بعد قصيدة ( وآحرقلباه ) للمتنبي.
وهذا مما زاد في شعوري باستخفاف التربية والتعليم بذوق الطالب وقدرته على التمييز أو الاستمتاع بالشعر الجميل.
وتوجيه الطالب إلى الأخذ بكل شيء كما هو عليه. ..دون رأي ودون التفات للمستوى الفني للنصوص التي تقدم له. .ماعليه إلا أن يحفظ ويمضي.

مقالات ذات صلة

المقطع الأول.

سأكتب عنك يا وطني
وأرسم لوحة للشوق تسكن رحلة الزمن.
وأرفع راية للحب أحملها وتحملني.
سأكتب كل ما أهوى.
وما يحلو إلى الوطن
سأذكر أنك البشرى
وكل الخير للبشر
فآتي كلما هتفت
ظلال الشوق تطلبني
وآتي كلما امتدت ذراعك كي تعانقني.
بشوق ثم تحضنني
سآتي كلما نهضت
رباك الطهر تسألني
سآتي في شعاع الشمس والظلماء والقمر.
سأرجع للربى طوعا
وأحمل غربتي شوقا
وأطوي رحلة الأيام والأوجاع والمحن.
سآتي حالما تدعو.
بلا خيل
ولا طير
ولا سفن
عزيزا كنت ولتبق
مدى الأيام يا وطني. !!!!!

الشاعر هنا يعبر عن حبه وشوقه لوطنه الأردن. ..وقد أسقط على مظاهر الطبيعة هذا الحب وهذا الشوق.
ويؤكد على عدم شعوره بالغربة لأن الوطن في روحه وقلبه والذي يفتخر به وبتضحيات رجاله وانتماء أهله وغيره من مظاهر الحب والمشاعر السامية.
سيكتب. ..ويرسم. …سيأتي طوعا. …استعمل حرف التسويف السين لقرب تحقيق كل ذلك. ..عدة سطور تصب في هذا المعنى. ..الشوق. ..الأمل…. الحب. …الوفاء. …الانتماء. ..الفخر. ….التعبير عن الشوق بعدة لوحات يمكن لأي قاريء وضع يده عليها. …ثم.
في المقطع الثاني. …انظروا معي. …..

(2)

سأبقى فيك لا أهوى سواك مدى
وأحيا فيك حتى لحظة القدر.
سأجعل من ترابك إذ تسامى خفقة الصدر.
وأغسل في مياهك ما يبدد قسوة الدهر
وأنسج من ربيعك ما يخلد بهجة العمر.
ولست أكون مغتربا
إذا طوفت في الدنيا
وعدت إليك في شوق
وحب لاحدود له
سآتي في رياح الليل إعصارا
وآتي في نسيم الفجر أحلاما
فأنت العالم المزروع في ذاتي
وأنت أنا
وأنت بشارة الخير
وأنت الحب يا أردن
أنت الطيف والوجدان في الأفكار والصور !!!!!

يؤكد الشاعر أنه سيعيش في وطنه ولن يحب غيره وسيقدس هواءه وماءه وترابه. …سيغسل الأيام الصعبة في الغربة على تراب الوطن وفي مائه. .وسيبقى فيه إلى الموت.
صور أخرى جديدة يعبر فيها عن انتمائه لوطنه وعشقه له وحبه الأبدي الخالد.
في نفس المقطع يتكرر هذا الانتماء.
أحيا فيك. ..سأبقى فيك. …أنت أنا. …والذي نفسه كان في المقطع الأول. ..فلا مشاعر جديدة على الساحة. ..هو نفسه التوحد بين ذات الوطن وذات الشاعر.
وتكرار كما المقطع الأول.
سآتي. ..سأذكر. …سأجعل. …سأبقى.
يرفض فكرة الاغتراب وكيف يكون مغتربا وهو دائم الشوق وحبه بلا حدود ؟!. والوطن حاضر في فكره وقلبه وعقله.
ثم يأتي المقطع الثالث. ….انظروا معي. ..

( 3 )

حماك الله يا أردن يا وطنا
تنامى في محبتنا
مع التاريخ والبنيان والسير
لك الرايات نعليها
لتخفق في ديار المجد ملهمة
برؤيا أنت تحملها
ومجد أنت صانعه
ونرفع راية العرب
فسجلنا لك الأسماء لا تحصى بلا عدد.
بفخر لا نظير لها
فكيف أكون مغتربا؟ !
وأنت لنا بكل معالم الدنيا وتحضننا
وأنك في حنايا القلب تسكنني
أحبك في الدنا سهلا وصحراء
وخفقة وادي العرب.

يدعو الشاعر للأردن بأن يحميه الله والذي تكبر محبته في قلوبنا ونحن فخورون بتاريخه وأمجاده القديمة وعمرانه وازدهاره فهو مبعث فخر لنا.
يتكرر مفهوم الفخر والاعتزاز والعشق كما في المقطع الأول
ويؤكد على أن الوطن يسكنه في قلبه وهو يسكن الوطن بجسده فهما متوحدان في ذات واحدة كما المقطع الثاني.
جلب الشاعر صورا جديدة كالسهول والصحراء وأسقط عليها ذات الشعور. ..
ويأتي المقطع الرابع. …انتظروا معي.

( 4 )

ترابك قد زرعنا به
بذور الحب خالدة إلى الأبد
لتعلو في سمائك أجمل الرايات
رمز الفخر والإيمان والظفر
فما أحسست في يوم
بأني كنت مغتربا
لأنك لم تفارقني
كما روحي تنادمني
كما ظلي تسير معي
فأنت الدار يا أردن أسكنها وتسكنني
فروحي ما رأت سكنا
سواك. ….سواك ياوطني !!!!!

يرفض الشاعر فكرة الاغتراب ويؤكد على حبه وشوقه للوطن. ..هذا الحب المغروس في دمه. ..والأردن كالروح يسامره وكالظل يسير معه أي أن صورته لا تفارقه وحبه له لا ينتهي ولا يزول.
وأشياء أخرى لن اكررها تعبت من الكتابة والتكرار.

ألستم معي أن :
القصيدة ضعيفة جدا شكلا ومضمونا……وأنها وصمة ضعف في حياة
طلبتنا الأدبية والذوقية ولا تناسب حتى الابتدائية. ….سقوط في النثرية…ضحالة المعني
والتكرار الممل…وسذاجة الصورة وضعف الصياغة
وانفلات الوزن ولا سيما في القافية المصطنعة.

هذا رأيي الشخصي المتواضع. …أرجو إبداء رأيكم ويسعدني أن تقولوا لي أنني مخطئة.

لن أتحدث عن الملل الذي شعرت فيه أثناء شرحها. .ولا الملل الذي أصاب ابني متواضع الذوق الأدبي والشعري حيث أنه قال بالحرف الواحد :
ليش مقللين من تفكيرنا ومستسخفينا لهدرجه. …يعني بعد المتنبي جابولنا هذا الملل ؟!

مع تقديري الشخصي واحترامي واعجابي الكبير بالشاعر الفذ محمود فضيل التل إلا أنهم ظلموه باختيار هذا النص. ..وظلموا ذوق طلبتنا وحسن تقديرهم.
كان يكفيهم منها مقطع واحد ويفي بالغرض.

أتساءل :
أين القيم الوطنية. ..والاجتماعية ….والثقافية المضافة للجيل بهذه القصيدة؟ !
أين الأمجاد والتاريخ والعظمة التي عبر عنها النص؟ !

هل يستحق النص أن يكون مطالبا فيه طالب بالصف الأخير من دراسته النظامية؟ !

أرجو اجابتكم عن تساؤلاتي المتواضعة شاكرة لكم صبركم علي! !!!!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى