قبل أن نعتب على الأشقاء..

مقال الاثنين 12-2-2-2018
النص الأصلي
قبل أن نعتب على الأشقاء..
لا يتردد سياسيونا من تكرار نفس العبارة عند استضافتهم في الفضائيات العربية او الإذاعات المحلية “نعتب على الأشقاء لعدم مساعدتهم للأردن في أزمته الاقتصادية”..دون أن يسألوا أنفسهم حتى لو غابت بديهية المذيع عن سؤالهم .. وهل يحقّ لأحدنا ان يعتب على أشقائه في وقت تخاطف أبناؤه الثروة وتقاسموا التركة وهو حي يرزق وتركوه عاجراً معوزاً فقيراً؟؟..
عتبنا في غير محلّه ، عتبنا على أبناء الأردن الذين استفادوا منه طيلة سبعين عاماً فجنوا الثروات من مناصبهم وحصدوا الملايين بنفوذهم واشتباكهم الودّي مع السلطة ،ألآن وقت السداد ،والآن وقت الحصاد، اذا كنتم صادقين مع وطنهم الذي احتضنهم وفتح قلبه وأرضه وأرصدته لهم…
أحدٌ ليس له فضل على الأردن ، الأردن له فضل على الجميع بلا استثناء ، سُرق وسكت، بيعت مخصصاته وسكت ، اتخمت الأرصدة لمن كانوا في مواقع المسؤولية وسكت ، استملكت أجمل أراضيه وسكت ، جرت باسمه وعلى اسمه صفقات وسكت ، أين الذين تاجروا بحب الأردن طيلة هذه السنوات؟ أين الذين كانوا ينظّرون علينا بالفداء والانتماء في هذا الوقت..عشرات رؤساء الوزراء والأعيان والنواب كانوا لا شيء وصاروا وعائلاتهم من أثرى العائلات ، عشرات ممن ظفروا بوكالات حصرية ،وبتجارات لا ينافسهم عليها أحد محتمين بمن كانوا بمواقع المسؤولية جنوا خلالها المليارات بفضل الأردن أين هم الآن ؟ لماذا لا يسدّون دين الوطن العالق في أعناقهم منذ النشوء..قضايا الفساد التي أطفئت وغيبت وطويت بمئات الملايين لماذا لا يتم تحريكها الآن وفق القانون والدستور واسترداد المال العام ، لدينا مؤسسات للنزاهة والشفافية قادرة ان تضبط العالم بأسره لم لا تعيد المال العام للخزينة التي تنتظر زيارة “تيلرسون” ورأفة الأشقاء..أين العطايا والأراضي والقصور التي أخذها أصحاب الدولة والمعالي ذات رفاه..أعيدوها باسم ابيكم الأردن ان كنتم تحبّنونه وتخافون عليه حقاً..
المواطنون قدّموا كل شيء يستطيعون تقديمه ،وحملوا فوق استطاعتهم أضعافاً مضاعفة ، الدور عليكم انتم..هذا الوطن العظيم نريده عزيزاً قوياً شامخاً خالداً، لا نقبل ان نقف على باب أحد، أو نرضخ لابتزاز أحد..تقدّموا من تلقاء أنفسكم أنتم ، لا نريد “ريتز- كارلتون” على الطريقة الأردنية فخجلنا وطيبتنا وطينتنا تمنعنا من ذلك..مرة واحدة كونوا مع الوطن ولا تكونوا عليه..يا من كوّمتم الثروات يا من تستّرتم على كل فاسد ومنافق وسمسار..هذا الوطن يجب ان يعيش!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. والله هاي أحلام الشعب المسخمين بس بتضل أحلام هاي ناس بس شاطرة في التنظير والحكي بالوطنية عند الجد جوازه الأجنبي بايده باي باي يا وطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى