في بيتنا اينشتين / يوسف غيشان

في بيتنا اينشتين
نجا الاثنان من حربين عالميتين وعدة حروب اقليمية. تميز والدي عن اينشتين( أبو كشّه..ما غيره) بأنه شارك في عدة حروب محلية في البلدة وحولها، كانت تدور حول الماء والكلأ ومناطق النفوذ، وقد نجا من مغبّتها ايضا.وقد احتفظ الإثنان بشعر رأسيهما الأبيض المنفوش حتى الكهولة المتأخرة، وكانا غير موفقين في الدراسة في مراحلها الأولى.
صحيح ان والدي تخلى عن محاولاته الأكاديمية في الصف الرابع الإبتدائي،لكن اينشتين استمر في محاولاته المتعثرة حتى انهى المرحلة الثانوية بالدّز، ورسب في سنة الدبلوم الأولى، ولم ينجح في السنة الثانية الا بالواسطة، لأن احد الأساتذة لاحظ عبقريته الرياضية والفيزيائية، فأوصى به رغم تياسته في الكثير من المتطلبات الأخرى، بينما ساهم كرباج الخوري مانويل، وولع والدي في نصب افخاخ العصافير في ابعاده عن المدرسة، فتحول الى حرّاث بأرض عصيّة ومناخ شبه ماحل.
عبقرية اينشتين الفذة اوصلته الى جائزة نوبل في الفيزياء، بينما اهدر والدي ما تبقى من عبقريته في ابتكار اساليب جهنمية في التحايل على الفعاليات الشعبية التي كانت تقاتل الجراد الذي غزا المنطقة عام 1930لغايات التهرب من العمل التطوعي.
الإثنان تزوجا مرتين وعاشت الزوجتان في تنافس وحروب سيادية، لكنهما- والدي واينشتين- وبدون سابق ولا لاحق معرفة، استمرا في ابتكار حلول نظرية لمشاكل واقعية .
وبينما تمكن علماء كثر من اثبات صحة الكثير من حلول اينشتين النظرية عمليا، ثبت بالممارسة أن نظريات والدي كانت فاشلة تماما، مما اضطر العلماء للبحث عن حلول اخرى لذات المشاكل، بعد استبعاد تجارب والدي المغلوطة تماما(معالجة حزازة الثعلبة بصب حامض الكبريتيك على الرأس\ تقطيب ثقوب الأحذية الصيفية\ قلع الأسنان بخيط المصيص ..وغيرها)
كتب اينشتين مئات الرسائل بعضها لعشيقاته، وأكثرها لعلماء من امثاله يشرح لهم فيها نظرياته، وكان أشهرها رسالته الى الرئيس روزفلت،يدعوه فيها بشكل غير مباشر الى تسريع العمل على انتاج القنبلة الذرية قبل المانيا، بينما اقتصرت انجازات والدي في هذا المجال على رسالة واحده من ثلاثة اسطر،يصعب اطلاعكم على محتواها، وقد تم تدمير الرسالة قبل وصولها الى المرسل اليه.
عاش اينشتن وهو يشعر بتبكيت الضمير؛ لأن نظرياته وقوانينه الفيزيائية ساهمت بشكل كبير في انتاج القنابل الذرية التي القيت على اليابان، دون مبرر مقنع، بينما تربع والدي على جاعد الانتظار، حتى مات.
الخلاصة:
لا تصدقوا عبارة :(ما حدا احسن من حدا).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى