في المسكوت عنه / جروان المعاني

في المسكوت عنه

عند البحث عن الهوية والوعي تستحضر التاريخ وصناعه وسيسقط من الذاكرة ويضيع في الزحمة كثير من الحوادث والأسماء فلو اردنا الحديث عن معركة الجمل سيقفز للذهن اسماء محددة كأم المؤمنين عائشة والجمل الذي ركبته وعلي بن ابي طالب وطلحة والزبير وستسقط ألاف الاسماء ممن ذهبوا ضحية للحرب وستقفز النتائج امامك وستنسى المقدمات..!
حين تحاول فضح المسكوت عنه تحاول ان تصل لدقائق الامور حتى تعري الحقائق ولا تتهم بالتحيز لجهة على حساب اخرى ، ومن الامور المسكوت عنها تاريخيا ما قاله احد زعماء بني العباس موجهاً كلامه لقائد جيوش ثورة بني العباس قائلا( ان استطعت ان لا تدع في خرسان لساناً عربيا فافعل، فأي غلام بلغ الخمسة اشبار تتهمه فاقتله) .
وما بين البحث عن الهوية والوعي وفضح المسكوت عنه ستتسارع الاحداث ونسقط من حساباتنا ألاف الحوادث والأسماء لنصل للحظة تاريخية فارقة تظهر بجلاء مدى الانفصال بين الشعوب والحكام، حيث جاءت زيارة الرئيس ترامب للمنطقة لتفضح وتعري العلاقة المأزومة بين الشعوب والقادة، ودونما الخوض بالتفاصيل قارن بين ما حدث في لقاء الرئيس الامريكي مع زعماء الخليج والسيسي وعباس ومع لقائه بقادة اسرائيل، حينها سيصبح المسكوت عنه هو المؤشر الاصدق عن علاقة الشعوب العربية بقادتها .
نحن نعطيه الهدايا (أي ترامب) ونسترضيه بل نرجوه لمزيد من قتل اخوتنا في اليمن والسودان وسوريا، وأكاد اجزم اننا اسقطنا من حساباتنا العراق وليبيا في حين ان قادة اسرائيل طالبوه ان لا يدع في بلاد العرب لساناً عربيا الا ان لهج بالدعاء والثناء على اسرائيل لتحمينا من خطر ايران وحزب الله وحماس وكأن معركة الجمل التي مهدت لمعركة صفين تحضر امامي الان وكأن معاناة نحو 1700 اسير لا تعني شيئا أمام رقصة السيف ونشوة النظر لابنة ترامب..!
قال احد الممعنين في عشق النساء وهو انا، لا خير في لذة بعدها سفر دون ان تقضي وطر، هكذا ارى نتيجة زيارة ترامب لبلاد العرب تلذذنا بإذلال شعوبنا لأجله وإسرائيل قضت وطرها وحصدت لذة عشق تجلى في صلاته على (حائط البراق) حيث بشر انه بعد اسابيع سيأتيه حفيد يهودي، في حين ان احد اخوتنا السعوديين سعى جاهدا لتسمية ابنته ايفانكا تيمنا بابنة ترامب وقام اخر بوضع حجر الاساس لبناء مسجد باسمها كي تدخل الجنة .
ان الحديث في المسكوت عنه يحتاج استعداداً خاصاً كأن توصي اهل بيتك ان لا يقلقوا ان غبت عنهم ودخلت السجن بحجة المساس بالأعراض، فايفانكا عشاقها ومريديها كثر حتى بتُ اعتقد انها ضرة لكل النساء العربيات مع اني على ثقة ان في مكة والقدس ودمشق من هن اجمل منها بكثير، لكن فقدان الهوية والوعي والعجز الحقيقي عن الحديث في المصير جعل الحديث عن ايفانكا اهون من الحديث عن الاقصى او الاسرى.
وأخيرا ومع قدوم شهر رمضان حيث للغفران محل وحيث للتوبة الف عنوان فاني اعلن عن اسفي للشيخ (احمد هليل) باسمي واسم كل من هاجموه فقد صدق بكل ما قال والدليل حجم الهدايا ومئات المليارات التي كلفتنا حين زارتنا ايفانكا وابيها، فلا اهلا ولا سهلا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى